16 March 2010

إذا كسرتك الأيام يوماً


إذا كســـرتك الأيــام يومــا ..فحــــاول أن ترمم نفسك بنفسك .. ولا تمنع نفسك من البكاء .. عند إحساسك برغبة البكاء .. فقدرتك على البكاء نعمة .. يحسدك عليها أولئك الذين تبكيـــهم .. ولا يشعرون!


عنــد الألم ..
نطرق كل أبواب النسيــان ..
فالبعض .. يبــكي كي ينسى ..
والبعض .. يضحـــك كي ينسى ..
والبعض .. ينـــام كي ينسى ..
والبعض .. يتحـــدث بصوت مرتفع كي ينسى ..
والبعض .. يصمــت كي ينسى ..
والبعض .. يخــــون كي ينسى ..
وهو أسوأ أنواع المحاولات .. لأنه بداية الألم وليس نهايته !!

تذكــروهم بدفء و حميمة ..
ولا تحصوا وجوههم كما يحصي البخيل دنانيره ودراهمه ..
كي لا تصابوا بالإحباط عند اكتشاف إفلاس قلوبكم من تلك الوجوه ..
و حـــاولوا أن ترسموا وجوههم في دفاتركم كالحكايات الجميلة ..
واسردوها على قلوبكم قبل النوم ..


إذا كان ماضـــيك أسوداً أو مؤلماً ..
فحـــاول أن تحذفه من تاريخك نهائيا ً..
وتنكر له قدر استطــاعتك..
وعش بلا ماضِ .. ولا تصدق أن الذي ليس له ماضي ..
ليس له حاضر أو مستقبل أبداً ..
فالحاضر والمستقبل يكونان أجمل وأفضل ..
لو أنك تخلصت وأعلنت براءتك من ماضٍ سيء ..


لا تتحسس رأسك .. حين يُذكر الحـــزن أمامك .. وتظن أنك وحدك المقصود بالحديـــث .. فغيرك كثيــــر .. ولو لمحت مساحة الحزن والألم في داخلهم .. لأيقنت أنك أفضلهم .. وأتفههم ألماً


اخلعوا الأقنعة جمــيعها ...
فلم نعد في حاجة إلى قناع يستر أحزاننا وجروحــنا ..
ولنواجه العالم بوجهنــا الحقيقي ..
فقمة القـــوة ..
أن تواجه الأشياء بوجهك الحقيقي..
وكن سعيدا والضحكة تملأ ثغرك الباسم..
وكن جميلاً ترى الوجود جميلاً..


الـحـــــــــــــــــــــزن
أن تفارق ولا تفـــارق
فتصمت ويبقى صوتــك في أذني
وتغيــب وتبقى صورتـــــك في عيني
وترحل وتبقى انفاسك فــــي قلبي
وتختفي ويبقى طيفك خلفي يــــــــمزقني

الـحـــــــــــــــــــــزن
أن اجمع البقايا خلفك
وان ارسم وجهك فــي سقف غرفتي
وان احاورك كل ليله كالمجانين
وان اشد الرحـــال اليك عند الحنين
وان اعـــود الى سريري اخر الليل
فــابكيك وابكيـــــــك

الـحـــــــــــــــــــــزن
أن ياتــي العيد وانـــــا وحـدي
وان ياتي الربيع وانا وحدي
وان تهطل الامطار وانا وحدي وانا يطرق الحنين بابي وانا وحدي
وان يمضي بي اجــل العمر وانا وحــــــدي

الـحـــــــــــــــــــــزن
أن اراك صدفه
وان يجمعني بـــك الطريق ذات يـــوم
فأراك بصحبه غيري يــــدك في يده
تنظر الـــي فلا تعرفني وعمري خلفك يناديك فـــــلا تسمعه

الـحـــــــــــــــــــــزن
أن اكتب فلا يصلك صوتـــــي
وان اصرخ فلا يصلك صوتـــي
وان الفظ انفاسي فلا اراك
وان اموت فيصلك النبأ كالغربــــــاء


القلم صديقك الذي يبقى معك مادمت تهتم به ،، وهو أداتك التي تعكس شخصك على مرآة الورق ،، إنها هبة الله لبعض من الناس يحملوه سلاحا ومنارا ،، يترجم بؤس قلوبهم وجراحاتهم الى قناديل تضئ دروب السعادة للآخرين .....

ان يكرهك الناس وأنت تثق بنفسك وتحترمها أهون كثيرا من أن يحبك الناس وأنت تكره نفسك ولا تثق بها .....

لا تتخيل كل الناس ملائكة فتنهار أحلامك ،، ولا تجعل ثقتك بهم عمياء،،
لأنك ستبكي يوما على سذاجتك ،،ولتكن فيك طبيعة الماء الذي يحطم الصخرة ،، بينما ينساب قطرة ،، قطرة


لا تحزن لأن الحزن يريك الماء الزلال علقما ،، والوردة حنظلة ، والحديقة صخورا قاحلة فلا تنظر الى صغر الخطيئة ،، لكن انظر الى عظمة من عصيت ،،
لأن الدنيا كماء البحر ،، كلما ازددت منه شربا ،،ازددت عطشاً
لذلك على العاقل أن يكون عالما بأهل زمانه ،، مالكا للسانه
لأن بلاء الإنسان ،، من اللسان فلا لا تذل الناس لنفوذك وسلطتك ،، فلو دامت لغيرك ،، ما آلت اليك


لا بـــأس .. لنتألم قليلاً عند الفـــراق .. أو حتى كثيــرا ً.. ولنصرخ بصوت مرتفــع .. لكــن .. لماذا لا نعتبر هذه الصرخة.. صرخة الميـــلاد .. ونحاول استقــبال الحياة من جديد ؟!

حين تغيــب شمس أحلامــكم .. لا تنتظروا شروق شمس جديـــدة .. فقد تتأخر عليكم كثــيراً .. و حــــاولوا أنتم أن تبحثوا عنها خلف غيــوم الأيام .. كي لا تضيع سنواتـــكم في ظلمة الانــتظــار!


لســبب ما خسرنـــاهم .. ورحلوا .. فأظلمت الدنيا في أعين قلوبنــا.. وضاق الوجود بنــا .. ونعلم جيداً أنهم لــن يعودوا يوماً .. إذاً .. فلنحــــاول أن نضيء النور مرة أخرى!
وهذا الطريق يذكرنــا بهم .. هل نهجر الطريق الذي شهد يوماً فرحة لقاءنا بهم؟ أم نزرع في الطريق وردة حمـــراء .. ونقول له بامتنان أيها الطريــق


تــرى ..
هل حـــاول أحدكم وهو عائد إلى نفسه .. بعد أن شيّع جثمان حلم من أحلامه الجميــلة .. أن يمسح دمـــوع قلبه .. ويقبل رأســه في المرآة .. ويقدم لنفسه وردة حمـــراء.. ويردد بينه وبين نفسه: "اللهم أجرنــي في مصيبتـــي واخلفني خيراً منها"؟

*************
كتبها .. محمد الديب





09 March 2010

في الهروب حياة


أكثرنا يظن و مقتنع بأن الهروب ليس حلاً .. فهو ضعف .. انكسار ربما .. أو سبيل للتبرير .. لكننى فكرت فى حياة تكون موجودة بعد الهروب .. حياة نجد فيها مخرجاً و سبيل بالهروب .. و نكون حصلنا على قدر من ذاتنا و طابعنا .. و جدتنى اقول لنفسى

اهـــــــــرب

إذا كان فى هروبك حياة جديدة لكبريائك ، وكرامتك التى أهدرت تحت مسميات الحب والحنين والغيرة ومصطلحات أخرى مزخرفة لا إنتهاء لها

اهـــــــــرب

إذا شعرت بأن الحزن بدأ ينسج خيوطه حول قلبك النقي
ويخنق بقايا الفرح فيك وبأنهم أصبحوا مصدرا عظيما
لهذا الحزن ..

اهـــــــــرب

إذا شعرت بأن احساسك تجاههم غباء وخيالك بهم غباء ولهفتك عليهم غباء لا يفوقه غباء وبأنك بدأت تتحول مع الوقت الى مهرج مضحك ..

اهـــــــــرب

إذا شعرت بأن الطريق المؤدى إليهم بدأ يشعر بك وبأن الأرض التي تقف عليها أمامهم بدأت تشعر بك وبأن الجدران المحيطة بك معهم بدأت تشعر بك ومازالوا هم في طور اللاشعور بك ..

اهـــــــــرب

إذا شعرت أن المنطق يرفض إحساسك وبأن قيمك ترفض إحساسك وبأن نقاءك يرفض إحساسك وبأن إحساسك يرفض نفسه ..


اهـــــــــرب

إذا أكسبوك عادات الحزن وفتحوا قابليتك للألم ودربوك على الحزن والإنكسار وعلموك البكاء بلا انتهاء ..

اهـــــــــرب

إذا شعرت بأنك فجرت ينابيع الغرور في داخلهم وبأنك ضخمتهم حد الانفجار وتقزمت أمامهم حد التلاشي فأصبحوا أضخم من أن يروك أمامهم وأصبحت أصغر من أن تراهم ..

اهـــــــــرب

إذا لاحظت أنك بدأت تتلوث كي تصل إليهم وبدأت لا تشبه نفسك كي ترضيهم وبدأت ترقص فوق النار كي تبهرهم وبدأت تخون كي تلفت انتباههم ..

اهـــــــــرب

إذا أصبح ليلك في بعدهم نارا عظيمة وأصبح يومك معهم نارا أعظم وأصبحت تضاريس وقتك وسويعاته معاناة لا تنتهي ..

اهـــــــــرب

إذا اكتشفت أن شيئا ما في داخلك بدأ أن يموت وأن شيئا ما فيك بدأ يذبل كالورد المقطوف وإنك بدأت تنتهي كالسراب في آخر الطريق ..

اهـــــــــرب
إذا لاحظتهم يتلذذون بإذلالك ويتعمدون نكرانك ويقفزون فوق رفات حلمك الجميل بهم وكأنهم أصدروا حكما خفيا بإعدامك ..

اهـــــــــرب

إذا لمحت أثار البكاء عليهم فوق وسادتك أو شعرت بسمهم يسرى في عروق قلبك أو اكتشف خنجرهم الغادر في ظهرك المطمئن لهم ..

اهـــــــــرب

إذا سمعتهم يتهامسون بما ليس فيك ويلصقون بك من التهم ما لا تعلم ويقذفونك بالباطل ويرمون براءتك بذنب الذئب ..

اهـــــــــرب

إذا أصبح إحساسك فانوسا مشتعلا في عينيك وأصبح صوتك المرتعش لا يعبر عنك وأصبح صمتك المصطنع لا يسترك..

اهـــــــــرب

إذا طال انتظارك فوق محطات صراعهم ولمحت قطارات أيامك
تفر أمامك كالجواد الغاضب وشعرت بأن لا شيء بقى معك سوى ظلك المنطفئ ..

اهـــــــــرب

إذا شعرت بأنهم بدؤوا يسيئون فهمك ويمزقون تاريخك
ويشوهون عراقة إحساسك ويطفئون مصابيح طريقك إليهم..

اهـــــــــرب

إذا شعرت بان نفسك لا تستحق منك كل هذا الشقاء
وبأنهم لا يستحقون منك كل هذا الإحساس ..


و إذا شعرت بهذه الأسباب .. فليس هناك أوجب عليك إلا أن ...
تهـــــــــرب

****
كتبها .. محمد الديب