22 March 2011

دكتور البرادعي .. عذراً نحن لا نستحقك


منهم لله.. أضاعوا علينا الفرحة.. وأفسدوا علينا العرس الذي لم تر له مصر مثيلا في تاريخها.. منهم لله.. قوي الجهل والظلام.. سالت دموعي وأنا أتابع علي شاشات التلفاز عددا من البلطجية وحثالة البشر وهو يطارد الدكتور محمد البرادعي.. يحاولون الفتك به وقذفه بالحجارة والطوب، والرجل المسن المحترم يحاول بكل قوة هو ورجاله أن يتفادي الضرب والتحطيم حتي سارع رجاله الي خطفه في سيارة أخري بعد تحطم سيارته بفعل جحافل الجهل والفقر..أناس كان رجال الحزب الوطني يشترونهم بـ50 جنيها وشنطة زيت وسكر وأرز.. وها هم يهاجمون الرجل الذي ترك مباهج الدنيا كلها وحضر الي بلاده بعد أن شرفها في ربوع المعمورة بأكملها حتي نال جائزة »نوبل«، وفي بلده حصل علي قلادة النيل وهي أعلي وسام مصري يمنح لشخص من الأشخاص!! كل ذلك حصل عليه البرادعي وأكثر، وكان المفترض أن يجلس الرجل في قصره في چنيف يستمتع بفترة تقاعده.. مع أولاده.. وأحفاده.. إلا أن الرجل رفض كل هذا النعيم.. ولبي نداء الوطنية وحضر الي مصر فاستقبله رجالها أحسن استقبال.. »نخبة« مصر قضوا ساعات طويلة في المطار ينتظرون حضوره.. وآلاف مؤلفة من الشعب »تراصت« خارج المطار يترقبون ظهوره، وجاء البرادعي وكأنه نبي منتظر.. وتحدث الي الشعب طالبا منه اليقظة والتغيير.. في عز جبروت النظام وإرهابا وقف الرجل يطالب برحيل النظام وتغييره.. وضرورة أن يحصل الشعب علي كامل حقوقه، وأن يمارس الديمقراطية التي يستحقها عن جدارة وحق.. بل وأكثر من ذلك توقع الرجل وكأنه يقرأ من صفحات الغيب ـ أن يختفي النظام الحاكم خلال عام واحد فقط وأن يثور الشعب ويغرد جلاده!

تعجبنا من تنبؤات الرجل.. واستغربناها.. فلم يكن أي شخص في العالم يتخيل ثورة من شعب أضاع عليه حاكم طاغي أي قدرة علي الرفض والتمرد والثورة، وهنا أطلق النظام الغاشم.. كلابه الضالة المدربة لنهش الرجل .. وتلويث سمعته لم يتركوا شبرا في ثيابه وجسده إلا ونالته »عضة كلب«.. نالوا من شرفه وعرضه.. اتهموه.. بأبشع الاتهامات قالوا أمريكي.. صهيوني.. حامل أجندات.. لم ييأس الرجل رغم ما ناله من جراح ومضي مستمرا في دعوته ورسالته وكأنه يحارب طواحين الهواء.. حتي »بزغ« الفجر ذات يوم.. وبالتحديد يوم 25 يناير المجيد.. وعلي الفور حضر الرجل مهرولا من الخارج ليقضي أيامه في ميدان التحرير متحملا القنابل المسيلة بالدموع والطوب والأحجار رغم سنه الكبيرة.. وأخذ يبشرالثوار ويقوي من عزيمتهم.. ويتحدث الي الفضائيات بمطالبهم حتي تحقق النصر من عند الله.. وبعزيمة الشعب المصري، وهنا واصل المناضل نضاله.. وأخذ يواصل دعواته ويحذر من أعداء الثورة.. ورموز النظام السابق ولم يهتم الرجل بجني ثمار دعوته.. ولم يدع البطولة ونسب بكل تواضع نجاح الثورة الي أصحابها ونسي نفسه.. نسي أنه كان الممثل والأب الروحي للثورة وأول المنادين بها.. نسي أن أول من أضاء شمعة في ظلام مصر حتي تحولت الي نهار وشمس ساطعة وجاء الاستفتاء.. وحضر البرادعي من الهند سريعا بعد حضوره لحفل تكريم له هناك.. وأسرع من فوره الي المقطم.. وبالتحديد بمساكن الزلزال ليدلي بصوته، ويشارك في »العرس« الذي صنعه.. ولم يدرك الرجل الي مؤامر كبري تحاك ضده في الظلام من قبل قوي الجهل والظلام.. أناس مغيبون.. لو قالوا للرجل لا.. في صندوق الانتخاب لاحترمنا إرادتهم ولكنهم حملوا الطوب والحجارة لمهاجمة الرجل المحترم صاحب الدعوة الي الخير والعدل.. الذي جاء من بلاد الراحة والنعيم من أجل نصرة هؤلاء الفقراء القاطنين في مساكن الزلزال.. وها هو يفاجأ بشرذمة قليلة منهم يهاجمونه ويستهدفون حياته.. نفس الوجوه والأشكال الذين اسقطوا المفكر الكبير أحمد لطفي السيد حينما نزل انتخابات المجلس النيابي حينما ادعي عليه أحد خصومه أنه رجل »ديمقراطي« وأفهم الجهلاء بكل خبث أن معني الديمقراطي أن يتبادل الرجال زوجاتهم.. فكان الرجل كلما حضر لقاء قالوا له صحيح أنت ديمقراطي.. فيفرح الرجل ويجيب بنعم.. فيضرب الحاضرون كفا علي كف وأجريت الانتخابات وسقط الرمز العظيم بسبب أنه رجل »ديمقراطي« لا مؤاخذة.

نفس الجهل ونفس الوجوه التي تقول الآن البرادعي أمريكي.. صهيوني.. حامل أجندات.. وآخرتها يقذفونه بالطوب والحجارة.. سيدي البرادعي باسم كل مخلص ووطني في هذا البلد أقدم اعتذاري.

14 March 2011

١٤ سبب خلوني أحترم البرادعي


أنا عمري ماكنت من أنصار البرادعي ولا المعجبين المفتونين به. بس دي شوية نقاط كتبتها بعد حواره امبارح على أون تي في. لا هيا دعاية انتخابية ولا محاولة لاقناع الناس بحاجة ولا فرض رأي عليهم. هيا بس دعوة لتشغيل العقول وشهادة لإحقاق الحق مش أكتر.

1. باحترام البرادعي عشان هو أول من نادى بفكرة الحشد والمظاهرات المليونية والعصيان المدني. كلمات مكناش نسمع عنها أصلا ولا نتخيلها في سياق مصر. هو اللي راهن على الشباب من أول يوم واعتمد عليهم كلياً. رجوعه إلى مصر من كام سنة هو اللي أعطى زخم لحركة التغيير وحرك الماء الراكد. حتى وائل غنيم قال على تويتر إن رجوع البرادعي لمصر هو اللي أعطاه أمل فلما جات حادثة خالد سعيد تبنى القضية بحماس موقنا أن التغيير ممكن.

2. البرادعي كان من الناس اللي دفعت التمن بدري لما اللي كان بينادي به ضرب من الخيال محدش كان يحلم يفكر بيه. مش جاي ينظر ويعمل فيها المعارض المغوار دلوقتي بعد أما مبارك ما مشي.

3. من الناس القليلة اللي موقفها ثابت على طول الخط. يعني تسمع حوار ليه مع مني الشاذلي من أكتر من سنة تلاقي هيا هيا نفس المطالب اللي بيطالب بها وهو هو نفس الخطاب واللهجة اللي بيتكلم بيها دلوقتي. بالعربي بالانجليزي مواقف الراجل واحدة. مش متلون ولا انتهازي. وأهم من كدة عند رؤية واضحة واهداف ثابتة ماتنازلش عنها.

4. وجه عالمي نضيف. سياسي محنك وراجل قانون. عند خبرة في العلاقات الدولية و مصداقية عالمية و اتصالات بجهات عديدة. على الرغم من الحملة الشرسة اللي نظام مبارك شنها عليه ماسمعناش عنه شبهات فساد مالي ولا إداري وهو ده اللي أظن كلنا عايزينه. واحد نضيف بره مؤسسة الفساد دي كلها وفوق كده عند الخبرة.

5. متواضع ومعتقد باهمية العمل الجماعي. دايماً يقول أنا مقدرش أعمل ده لوحدي محتاج الشعب محتاج الشباب. علطول بيعتبر نفسه لاعب ضمن فريق مش القائد الملحم اللي عامل سبع رجالا في بعض.

6. راجل بيقدر الشباب وبيفهم في التكنولوجيا ودي كان أدوات اللي اعتمد عليها في ظهوره في الأول أصلا. يعني باختصار نظام تاني خالص عن اللي عرفناه الستين سنة اللي فاتت. راجل فعلاً فاهم لغة العصر وبيتكلم كلام الشباب اللي علطول محاوطينه. مش واحد من المدرسة القديمة اللي عفا عليها الزمن بالعافية متابع اللي بيحصل حواليه.

7. اللي تابع حوار امبارح في أون تي في وتابع لقاء عمرو موسى في ساقية الصاوي هايفهم بالظبط قصدي. البرادعي كل كلامه عن المؤسسات والدستور ورؤيته لمستقبل البلد. قاعد تلات ساعات يتكلم مافتحش بقه على نفسه وتاريخه ومكانته وشغله العالمي وجوايزه غير أخر تلات دقايق لما سألوه يوجه رسالة للشعب فعرف نفسه باختصار مش أكتر! قارن ده بعمرو موسى اللي كان تلات اربع كلامه عن تاريخه و"ما ينبغي" و"يجب" فعله. واللي هو "نادي" و"طالب" بيه قبل كدة . واللي "شجبه" و"استنكره". اترك ليكم المفاضلة.

8. لما اتسئل البرادعي عن عمرو موسى اللي هو مفروض منافسه رد بكل ذوق وأدب ورفض انه يوجه ليه أي إهانة أو اتهام وهو مش موجود.

9. راجل مش متكالب على السلطة. عنده السمعة الدولية وتقلد أعلى المناصب. يعني مش هيا دي اللي هاضيف ليه. مستعد انه يكون في مجلس رئاسي إذا الشعب اختاره وبالتالي يحرم نفسه من الترشح للرئاسة عشان هو مؤمن إن المرحلة الانتقالية أهم واخطر مرحلة في الطريق لبناء دولة ديمقراطية وهو مستعد يخدم من أي منصب مادام هايحققلو الغرض ده

10. بيعرف نفسه انو اشتراكي ديمقراطي. سياسته الداخلية قائمة على العدالة الاجتماعية. الدستور عنده قضية مقدسة. دولة المؤسسات هيا هدفه اللي بيشتغل ليه.

11. سياسته الخارجية ترمي لعمل توازن في المنطقة واستعادة دور مصر القيادي. هيعمل على إنه يقوي علاقات مصر بمحيطها الاقليمي وامتدادها الاسلامي ومن ذلك إعادة علاقة مصر بإيران.

12. راجل بيتكلم بصراحة. لما مبيعرفش حاجة بيقول. لما بيتسئل أسئلة تفصيلية مالهاش إجابة دلوقتي عنده بيقول كدة مش يرمي شعارات كبيرة علشان الفرقعة الاعلامية وخلاص. واقعي مش بتاع كلام كبير هو مش قده عشان يرضي الناس. راجل محترم بيعرف يتكلم بالعقل ومابيستخفش بعقول الناس زي الخلق التانية.. خلونا ننضف بقي!

13. في الحوار ماتهربش من إجابة أي سؤال (قارن ده بشفيق اللي مجاوب ولا سؤال ولا عمرو موسى اللي مداش عقاد نافع ويقعد يتوهك) اجاباتهه واضحة مافيهاش لبس تصلح ان تكون مانشيت في حد ذاتها. ولو مجاوبش سؤال بيرجع تاني ويجاوبه.

14. تحس إن الراجل فعلاً صادق في كلامه. اللي يهم هو رؤيته مش شخصه بدليل أنا معجبة جدا بالحوار بس لما أخت بالي لاقيت احساسي ده نابع من الكلام اللي قاله البرادعي مش شخصيتو ولا "كاريزماته" اللي بقيت كلمة مستهلكة وفارغة من مضمونها. لاول مرة تجاوزنا السطح والشكل ولقينا المضمون مية مية.

واخيرا محدش يسمع مني ولا كلمة. خش على اللينك ده واسمع كلام الراجل بنفسك.

حد ممكن يقولي ماشي كلام مش بطال بس مش البرادعي ده هو اللي اتسبب في إن أمريكا احتلت العراق جاي دلوقتي يعمل بطل؟ ارد بصراحة؟ بجد دي أكذب واغلس تهمة بشوفها بتتوجه للبرادعي. يا جماعة انتو جبتو المعلومة دي منين ممكن حد يقولي؟ ده فيديو اهو للبرادعي يوم سبعة مارس يعني قبل غزو العراق 13 يوم وهو بينفي تماماً وجود أي نشاط نووي للعراق قدام مجلس الامان.

ممكن تقولي أنت مصدرك ايه بقي؟ يا ريت نفكر شوية بعقولنا ومانرددش إشاعات كدة إحنا مش عارفين أصلا جبناها منين.

أينكان برضو الراجل كان عايش طول حياته بره يعرف ايه عن مصر ده؟

اقولك واللي كان عايش جوه اسم الله عمل ايه يعني؟! نهبها وخربها وقعد على تلها! الموضوع مش قصة بره ولا جوه. الرجل مكانش بره بيتفسح ولا في رحلة. ده كان بيشتغل في أكبر المؤسسات الدولية. اشمعنا يعني مابسمعش حد بيقول زويل عايش بره بالرغم إن ده بقي اللي بيحمل جنسية أمريكا علما إن البرادعي معندوش غير الجنسية المصرية واتولد وعاش ودرس هنا لحد الجامعة.يا ريت نركز في مضمون كلام البرادعي مش مكان إقامته.

بس ده راجل بيتأتأ،"التون" بتاعه مستفز وشكله عامل زي عم شكشك بتاع بوجي وطمطم؟ اقولك يا عم تجاوز المظهر شوية وحاول تركز في الجوهر. سيدنا موسى كان بيتلعثم هل ده قلل من قدره ولا من عظم ونبل رسالته؟ خلينا نتفق نقيم المرشحين بافكارهم وخططهم مش شكلهم ولبسهم وصوتهم!

ودمتم :)