28 January 2012

لن يعود .. ولكنه عاد إليكم من جديد



في هذا الكتاب (لن يعود) يقدم كريم عزمي حالة خاصة ازدادت نضجًا عن سابقتها التي قدمها في كتابه الأول (قهوة شاي). حيث يمهد كريم هنا لما أدعوه بـ(أدب المثلية الجنسية المصري) وهو قد خطا ويخطو في تأسيسه خطواتٍ ثابتة لا ريب أنها ستجعله من رواد هذا الأدب في العشرين عاما المقبلة.

يتميز أسلوب كريم عزمي بالبساطة والحكي عن خلجات نفسية تنتاب الجميع وليس المثليين فقط في صراعها مع قيود المجتمع تجاه التعبير عن الحب بين المحبين. فكلنا مثليين ومغايرين نعاني من عدم استطاعتنا البوح والتعبير بحميمية لأحبائنا عن حبنا سواء بعناق أو تقبيل أو فكاهة. فكثيرا ما نجد شخصًا مارًا بالشارع ينظر إلى حبيبين يسيران متجاورين بالشارع شذرًا وكأنهما يرتكبان منكرا من القول والفعل وزورًا. كما يعبر الكتاب عن غربة المثلي في مجتمعه المصري على الرغم من أنه مواطن مثلي ومثلك بل لعله يدخل الخدمة العسكرية ويدافع عنك وعن أبويك وتتهرب أنت من الخدمة الإجبارية بحجة أنها بهدلة. كما يحكي كريم عزمي عن الوحدة ويستخدم الرمزية أحيانا وفي أحيان أخرى يدع الحوار بين أبطال قصصه هو الخط السردي الأساسي.

يحتوي الكتاب الذي بين يديك على عدة أنواع من الكتابة تقرأ فيه المتتالية القصصية والقصص القصيرة والمقالات والأشعار ولا تدور كل مواضيع الكتاب حول المثلية الجنسية كما قد يتبادر للبعض فكريم عزمي حاول أن يوصل للقارىء أنه وعلى الرغم من اختلاف توجهه الجنسي مواطن مصري صميم يعبر عن شريحة عريضة من شرائح الشعب المصري ألا وهي الطبقة الوسطى فليس كل المثليين كما يظن كثير من السذج سكارى ومتحرشين وعرابيد كما ليس كل المغايرين كذلك. وإنما المثلي المصري في الأغلب الأعم إنسان رقيق وهادىء موجود في كل مكان. في عملك ومدرستك وجامعتك وقد يكون أقرب أصدقائك إليك مثليا ولكن بفعل الكبت المجتمعي والرفض مختبىء منكمش. لا يستطيع التعبير عن نفسه وعن رغباته الطبيعية.

ربما تختلف معي عزيزي القارىء في كلامي السابق ولكنك ستتفق معي بالتأكيد على أن المثلي هو إنسان مثلي ومثلك اختلفت توجهاته الجنسية ومن حقه الأكيد التعبير عن نفسه ورغباته وأحلامه وآماله دون عوائق ولا سوابق سلفية مسبقة.

أحمد منتصر

لتحميل الكتاب اضغط هنا