انتهيت من قراءة رواية شيكاغو في ثلاث ايام , حيث جذبتني الرواية من البداية و كأنني أمام مسلسل أو فيلم تتصاعد أحداثة و جعلني هذا غير قادر على ترك الكتاب الا بعد الانتهاء منه و الوصول الي نهاية الاحداث
بدأ الكاتب روايته بمقدمة عن تلك المدينة الأمريكية (شيكاغو ) و التي كانت مسرح للإحداث و عرض نبذة تاريخية لتلك المدينة منذ نشأتها حتى وصلت للوقت الحالي مرورا بتلك ألازمات و الحريق الذي قضي عليها في الماضي لكنها بفضل أبنائها عادت من جديد بل أكثر جمالا مما سبق حتى صارت ملكة الغرب الامريكي
بعد تلك المقدمة بدا الكاتب يعرض شخصيات الرواية و كأنك فتحت كنز به كل أنواع و أشكال البشر , و بالتأكيد ستجد نفسك قريب إلى واحد من تلك الشخصيات او مزيج من تلك الشخصيات , و عموما بدأ الكاتب بعرض شخصية شيماء المحمدي الفتاة البسيطة التى جاءت من طنطا إلى شيكاغو في بعثة لتحصل على الدكتوراه لأنها كانت متفوقة في دراستها و من ثم ينتقل الى شخصية اخري في اللحظة التي تكون الاحداث في ذروتها و هكذا يتركك مشتاق الى معرفة ماذا حدث بعد ذلك و تتوالي الشخصيات الواحدة تلو الاخري بشكل مثير
و الغريب أن الكاتب كان متعمق في وصف كل شخصية بشكل يثير الإعجاب لدرجة أن الوصف كان يصل إلى ادق التفاصيل حتى وصل الى التفاصيل الجنسية , و بالفعل فقد تناول الكاتب الحياة الجنسية لمعظم الشخصيات , ربما أراد الكاتب أن يثبت لنا أن الجنس جزء أساسي في حياتنا و يجب ألا نخجل من الحديث عنه و بالتأكيد كل شخصية كان الجنس يختلف شكله و تاثيرة و طريقة اشباعه باختلاف الشخصية
تناولت الرواية الكثير من المشاكل التي يعاني منها المجتمع المصري على الرغم من أن أحداث الرواية في مدينة شيكاغو و بالطبع معظم المشاكل كانت سياسية
وتمثل الجانب السياسي الثوري في شخصية ناجي عبد الصمد و كذلك الدكتور القبطي كرم دوس الذي ترك مصر نتيجة للاضطهاد الديني من الدكتور رئيس قسم الجراحة المشرف عليه و جاء إلى أمريكا و حقق نجاها باهرا وأصبح من اشهر جراحي القلب في العالم
و قد دار بين تلك الشخصيتين حوار في بداية تعارفهم و تتطور الحوار إلى نشوب معركة حادة بينهم و هذا جزء من حوارهم :
- لكن الأقباط مضطهدون في مصر !
- المصريون جميعا مضطهدون .. النظام في مصر مستبد و فاسد .. و هو يضطهد المصريين جميعا , مسلمين و أقباط .............. إن التعصب الديني نتيجة مباشرة للكبت السياسي
- المشكلة في رأيي ليست بين المسلمين و الأقباط , و إنما بين النظام و المصريين
- أذكرك بأن المصريين يموتون يوميا في أقسام الشرطة و مقار أمن الدولة من شدة التعذيب .. الجلادون لا يفرقون بين مسلم و قبطي
و من اكتر الكلمات التي أعجبتني في الرواية ذلك الحوار الذي دار بين الدكتور محمد صلاح و بين زينب التي أحبها عندما كان شابا و لكنه تركها لأنها كانت تحب مصر و لم ترضي أن تتركها و تهاجر معه وعندما شده الحنين للماضي و عاود الاتصال بها بعد مرور ثلاثين عاما , كان هذا جزاء من الحوار الذي عرضت فيه زينب مشكلة الشعب المصري الحالية :
- كيف تحولت مصر بهذه الطريقة ؟
- القمع , الفقر , الظلم , اليأس من المستقبل .. غياب أي هدف قومي . المصريون يئسوا من العدل في هذه الدنيا فصاروا ينتظرونه في الحياة الأخرى ! .. ما ينتشر في مصر الآن ليس تدينا حقيقيا , و إنما اكتئاب نفسي جماعي مصحوب بأعراض دينية !
و قد كان مشهد الذروة بالنسبة لي عندما وصل الرئيس المصري إلى شيكاغو و تلك اللحظات التي سبقت صعود الدكتور محمد صلاح لالقاء البيان الذي يحمل مطالب الشعب المصري و الذي يمثلة الطلبة المصريين في شيكاغو , كان البيان يطالب بالحرية و العدل و الديمقراطية للشعب المصري و التنحي عن الحكم
كان قلبي يخفق بشدة
و لم يكن لدي اى توقعات عن ما سوف ممكن أن يحدث و لكن تراجع دكتور محمد صلاح في اللحظة الأخيرة عن قراءة البيان المعد لكشف النظام و إحراجه أمام كاميرات العالم جعلني اشعر بخيبة امل و اعتقد هذا ما دفع الدكتور صلاح إلى الانتحار بعد ذلك
على الرغم من أن النهايات لكل الأحداث تركت مفتوحة إلا أن هذا كان أكثر واقعية فلا يستطيع احد أن يتوقع كيف سيكون المستقبل لتلك الشخصيات و احي الدكتور علاء على هذا العمل الرائع
بدأ الكاتب روايته بمقدمة عن تلك المدينة الأمريكية (شيكاغو ) و التي كانت مسرح للإحداث و عرض نبذة تاريخية لتلك المدينة منذ نشأتها حتى وصلت للوقت الحالي مرورا بتلك ألازمات و الحريق الذي قضي عليها في الماضي لكنها بفضل أبنائها عادت من جديد بل أكثر جمالا مما سبق حتى صارت ملكة الغرب الامريكي
بعد تلك المقدمة بدا الكاتب يعرض شخصيات الرواية و كأنك فتحت كنز به كل أنواع و أشكال البشر , و بالتأكيد ستجد نفسك قريب إلى واحد من تلك الشخصيات او مزيج من تلك الشخصيات , و عموما بدأ الكاتب بعرض شخصية شيماء المحمدي الفتاة البسيطة التى جاءت من طنطا إلى شيكاغو في بعثة لتحصل على الدكتوراه لأنها كانت متفوقة في دراستها و من ثم ينتقل الى شخصية اخري في اللحظة التي تكون الاحداث في ذروتها و هكذا يتركك مشتاق الى معرفة ماذا حدث بعد ذلك و تتوالي الشخصيات الواحدة تلو الاخري بشكل مثير
و الغريب أن الكاتب كان متعمق في وصف كل شخصية بشكل يثير الإعجاب لدرجة أن الوصف كان يصل إلى ادق التفاصيل حتى وصل الى التفاصيل الجنسية , و بالفعل فقد تناول الكاتب الحياة الجنسية لمعظم الشخصيات , ربما أراد الكاتب أن يثبت لنا أن الجنس جزء أساسي في حياتنا و يجب ألا نخجل من الحديث عنه و بالتأكيد كل شخصية كان الجنس يختلف شكله و تاثيرة و طريقة اشباعه باختلاف الشخصية
تناولت الرواية الكثير من المشاكل التي يعاني منها المجتمع المصري على الرغم من أن أحداث الرواية في مدينة شيكاغو و بالطبع معظم المشاكل كانت سياسية
وتمثل الجانب السياسي الثوري في شخصية ناجي عبد الصمد و كذلك الدكتور القبطي كرم دوس الذي ترك مصر نتيجة للاضطهاد الديني من الدكتور رئيس قسم الجراحة المشرف عليه و جاء إلى أمريكا و حقق نجاها باهرا وأصبح من اشهر جراحي القلب في العالم
و قد دار بين تلك الشخصيتين حوار في بداية تعارفهم و تتطور الحوار إلى نشوب معركة حادة بينهم و هذا جزء من حوارهم :
- لكن الأقباط مضطهدون في مصر !
- المصريون جميعا مضطهدون .. النظام في مصر مستبد و فاسد .. و هو يضطهد المصريين جميعا , مسلمين و أقباط .............. إن التعصب الديني نتيجة مباشرة للكبت السياسي
- المشكلة في رأيي ليست بين المسلمين و الأقباط , و إنما بين النظام و المصريين
- أذكرك بأن المصريين يموتون يوميا في أقسام الشرطة و مقار أمن الدولة من شدة التعذيب .. الجلادون لا يفرقون بين مسلم و قبطي
و من اكتر الكلمات التي أعجبتني في الرواية ذلك الحوار الذي دار بين الدكتور محمد صلاح و بين زينب التي أحبها عندما كان شابا و لكنه تركها لأنها كانت تحب مصر و لم ترضي أن تتركها و تهاجر معه وعندما شده الحنين للماضي و عاود الاتصال بها بعد مرور ثلاثين عاما , كان هذا جزاء من الحوار الذي عرضت فيه زينب مشكلة الشعب المصري الحالية :
- كيف تحولت مصر بهذه الطريقة ؟
- القمع , الفقر , الظلم , اليأس من المستقبل .. غياب أي هدف قومي . المصريون يئسوا من العدل في هذه الدنيا فصاروا ينتظرونه في الحياة الأخرى ! .. ما ينتشر في مصر الآن ليس تدينا حقيقيا , و إنما اكتئاب نفسي جماعي مصحوب بأعراض دينية !
و قد كان مشهد الذروة بالنسبة لي عندما وصل الرئيس المصري إلى شيكاغو و تلك اللحظات التي سبقت صعود الدكتور محمد صلاح لالقاء البيان الذي يحمل مطالب الشعب المصري و الذي يمثلة الطلبة المصريين في شيكاغو , كان البيان يطالب بالحرية و العدل و الديمقراطية للشعب المصري و التنحي عن الحكم
كان قلبي يخفق بشدة
و لم يكن لدي اى توقعات عن ما سوف ممكن أن يحدث و لكن تراجع دكتور محمد صلاح في اللحظة الأخيرة عن قراءة البيان المعد لكشف النظام و إحراجه أمام كاميرات العالم جعلني اشعر بخيبة امل و اعتقد هذا ما دفع الدكتور صلاح إلى الانتحار بعد ذلك
على الرغم من أن النهايات لكل الأحداث تركت مفتوحة إلا أن هذا كان أكثر واقعية فلا يستطيع احد أن يتوقع كيف سيكون المستقبل لتلك الشخصيات و احي الدكتور علاء على هذا العمل الرائع