19 December 2011

عن الفتاة المستورة والرجال العراة


بصرف النظر عن موقفك من الثورة أو الثوار، وقوعك في غرام الجيش أو غضبك عليه، فإن الذين رأوا الفيديو غير الآدمي لتعرية امرأة مصرية في الشارع على أيدي جنود مجلس العار، ولم ينتفض فيهم عِرق الرجولة، وردّدوا أسئلة مخنثة من نوعية: ما الذي أتى بها ها هنا؟ وكيف ترتدي عباءتها هكذا فوق اللحم؟ ومن هذه المرأة.. إننا لا نعرفها؟ ثم توصّلوا لنتيجة عبقرية مفادها أنها تستحق ما يحدث لها، لعله لا شيء يمكن أن يؤثر فيهم، لا مقال ولا كاتب ولا قنبلة نووية، اللهم إلا أن يروا أمهاتهم وبناتهم في موقف مماثل، ومن يدري لعل عبوديتهم المطلقة تملي عليهم ساعتئذ أن يرددوا نفس الكلام!!!

عموما، هذه مقتطفات ونماذج، من نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلفائه الكرام للمرأة، والمحافظة على شرفها الذي هو شرفنا جميعا، لعله يكون فيها الرد المفحم على آرائهم المنبطحة ومواقفهم المرزولة التي لا أدري كيف سيلقون الله عز وجل بها يوم القيامة!

غزوة بني قينقاع

قامت غزة بني قينقاع، بسبب أن امرأة مسلمة زوجة أحد الأنصار، كانت تشتري حُليّا من صائغ يهودي، فحاول بعض شباب اليهود رفع حجابها والحديث إليها، فرفضت ونهرتهم، فربط الصائغ طرف ثوبها وعقده إلى ظهرها –كانت جالسة- وهي لا تدري، فلما وقفت ارتفع ثوبها وانكشف جسدها، فضحك اليهود عليها!

فصرخت المرأة تستنجد بمن يحيطون بها، فهبّ إليها رجل مسلم، قتل اليهودي بسيفه، فتكاثر عليه اليهود وقتلوه.

ولما علم النبي صلى الله عليه وسلم، حاصر اليهود 15 ليلة، وأجلاهم عن المدينة للأبد، جزاء خيانتهم وغدرهم واعتدائهم على حرمات المسلمين.

الدروس المستفادة (على طريقة أولى إعداداي):

1. لم يسأل المسلم الذي شَهِد الواقعة عما ترتديه المرأة المسلمة، ولا ما الذي دفعها للتعامل مع يهودي، ولا إن كانت على حق أم باطل، فقد كان انتهاك شرفها كفيلا بتحريك نخوته ورجولته للدفاع عنها ولو كانت حياته هي الثمن!

2. تحرّك المجتمع الإسلامي بأكمله، وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، لنصرة قضية المرأة المسلمة، لأنهم لو صمتوا على كشف ستر امرأة واحدة، فسوف يكون هذا تصريحا مباشرا لأي أحد بكشف ستر جميع نساء المسلمين!

وامعتصماه

أما قصة المرأة مع المعتصم، فتقول إحدى الروايات أن امرأة في عمورية، كانت تساوم أحد الروم على سلعة ما وأراد أن يغشها، فانتبهت لذلك، فتحدث إليها بغلظة، فردّت عدوانه بمثله، فضربها على وجهها ضربة شديدة، فصاحت: وامعتصماه!!

فقال الرومي: وماذا يقدر عليه المعتصم وأنّى له بي؟

فبلغت الحادثة مسامع المعتصم أمير المؤمنين، فحاصر بجيشه عمورية، ورماه بالمجانيق حتى استلسمت، وبحث عن المرأة حتى وجدها وقال لها: هل أجابك المعتصم؟ قالت نعم، وجاء بالرومي، فقالت المرأة: هذا هو المعتصم قد جاء وأخزاك، قال المعتصم: قولي فيه قولك، فقالت: أعز الله مُلك أمير المؤمنين بحسبي من المجد أنك ثأرت لي، بحسبي من الفخر أنك انتصرت، فهل يأذن لي أمير المؤمنين في أن أعفو عنه وأدع مالي له، فأعجب المعتصم بمقالها وقال لها: لأنت جديرة حقا بأن حاربت الروم ثأرا لك، ولتعلم الروم أننا نعفو حينما نقدر
.
النساء في غزوات النبي صلى الله عليه وسلم

أما عن مشاركة المرأة في العمل السياسي، ومؤازرتها للرجل في المطالبة بحقوقه والدفاع عنها، فإننا نسوق نماذج حية من تراثنا الإسلامي، لما كانت المرأة تقوم به، من أجل نصرة الحق.

فمع أن المرأة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لديها ما يشغلها من حمل وولادة وتنشئة جيل يحمل أعباء الرسالة، فإنهن أبَين أن يَقَرن في بيوتهن بعيدا عن الخطر، وخرجن في الغزوات بصحبة نبيهم الكريم وأزواجهن وأبنائهن لنصرة الدين الحق.

وكانت المرأة تحمل السلاح وتقاتل مثل الرجال، بالإضافة للأعمال الأخرى كالتمريض، وعلاج الجرحى، ونقل الماء والسلاح، وإعداد الطعام للجيش، وحراسة الأسرى، وغيرها.

في غزوة أحد

وفي يوم غزوة أحد، كانت السيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما، وأم سليم، زوجتا النبي صلى الله عليه وسلم، وأم سليط وحمنة بنت حجش، رضي الله عنهن أجمعين، يسقين العطشى ويداوين الجرحى.

ومن حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بأم سليم ونسوة من الأنصار، ليسقين الماء ويداوين الجرحى".

وقال ابن مسعود: "إن النساء كنّ يوم أحد خلف المسلمين يجهزن على جرحى المشركين".

ولما أوشكت الهزيمة أن تقع بالمسلمين، بعد موقف الرماة المشهور، وتخليهم عن أماكنهم لجني المكاسب، رفعت صفية بنت عبد المطلب سيفها تلوّح به في وجه الجنود وتصرخ: "انهزمتم عن رسول الله؟!" تريد بذلك إشعال حماسهم وحميتهم مرة أخرى.

في حين كانت أم أيمن تلقي التراب على بعض المنهزمين وتقول: "هاك المغزل فاغزل به".

وكانت أم عمارة نسيبة بنت كعب، تقاتل بالسيف لحماية رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال عنها: ما التفتُ يميناً ولا شمالاً إلا وأنا أراها تقاتل دوني".

في غزوة الخندق

وفي غزوة الخندق، انشغل الرجال ببناء الخندق، ثم حصار بني قريظة، ثم حصار الأحزاب للمدينة، وهو ما استمر نحو الشهرين، مما جعل النساء يقمن بالعديد من الأعمال التي كان يقوم بها الرجال عادة، مثل تزويد الجيش بالمؤن، والدفاع عن مؤخرة المسلمين، ومراقبة الأوضاع الداخلية وتفقد أحوال المجاهدين.

وبرزت في هذه الغزوة ابنة بشر بن سعد، وزوجة جابر بن عبد الله، اللتان تفانتا في خدمة الجند وإعداد طعامهم، وصفية بنت عبد المطلب التي قتلت يهودياً كان يطوف بأحد الحصون الموجود بها النساء والصبيان، وألقت برأسه أسفل الحصن، ففر من كان معه معتقدين أن رجالا أشداء يحرسون الحصن!

التمريض ومواساة الجرحى

وكانت أغلب النساء يشتغلن بالتمريض، ويعرفن بالرحمة والخبرة الكبيرة في معالجة جراحات الحروب بطرق علمية سليمة، حتى اشتهرن باسم "الآسيات" أو "الأواس".

ومع أن تمركزهن الرئيسي كان في مؤخرة الجيش لاستقبال الجرحى، فإنهن كنّ من الكفاءة بحيث إذا تسلل إليهن أي جندي من الأعداء، يجابهنه ويقضين عليه فورا.

وكانت المتطوعات يحصلن على موافقة النبي صلى الله عليه وسلم، وتقود كل مجموعة إحدى أمهات المؤمنين، وتجهز لهن سبل الحماية وتأمين توفير الغذاء والعلاج وكل ما يحتجن إليه.

وممن حفظ لنا التاريخ دورهن في هذه العمليات:

* السيدة أم أيمن (حاضنة الرسول صلى الله عليه وسلم)، هاجرت الهجرتين، وشهدت غزوة أحد، وكانت تسقي الجرحى وتداويهم، وقد استشهد زوجها فى إحدى المعارك.

* السيدة أم سليم (والدة أنس ابن مالك)، شاركت فى غزوات أحد وخيبر وحنين، وكانت ترافق السيدة عائشة رضي الله عنها فى غزوة أحد، وكانتا تنقلان المياه وتسقيان عساكر المسلمين وتداويان الجرحى.

* السيدة روفيدة الأنصارية، وكعيبة الأنصارية، قيل إنهما أختان، بايعتا الرسول بعد الهجرة واشتركتا فى الخندق وخيبر، وكانت روفيدة أو كعيبة أول سيدة تعمل فى نظام أشبه ما يكون بنظام المستشفيات فى وقتنا هذا، حيث اتخذت خيمة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فى يثرب، لاستقبال المرضى، وكوّنت فريقا من الممرضات المتطوعات، قسمتهن لمجموعات لرعاية المرضى ليل نهار.

* السيدة أم سلمة رضي الله عنها، زوج الرسول صلى الله عليه وسلم، هاجرت الهجرتين واشتركت في غزوات الحديبية وخيبر وحنين وكانت تسقى الماء وتداوى الجرحى.

* السيدة أميمة بنت قيس الغفارية، أسلمت وبايعت الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة وفى غزوة خيبر مع مجموعة أم سلمة، وكانت تداوى الجرحى وتعين المسلمين.

* السيدة أم زياد الأشجعية، شاركت فى غزوتي خيبر وحنين، وكانت تسقى وتداوى الجرحى وتناول السهام للمحاربين.

* السيدة أم حبيبة الأنصارية "نسيبه بنت الحارث"، قيل إنها اشتركت مع الرسول صلى الله عليه وسلم فى سبع غزوات، منها خيبر، وكانت تداوى الجرحى وتعد الطعام وتقوم على رعاية المرضى.

إن مشاركة المرأة للرجل لا تقتصر على الفراش فحسب، وإنما تمتد لتشمل جميع مناحي الحياة، فهي مُكلّفة مثله بعمارة الأرض، ومسئولة عن اختياراتها، وذكر لنا التاريخ منهن الطبيبات والعالمات والفقيهات، فلا أقل من أن نعينها –ونعين أنفسنا- على ذلك، ونقف وراءها وندعمها، حتى لا نهدر نصف طاقة المجتمع ونعطلها، ونتمكن من اللحاق بركب الحضارة الذي إن فاتنا هذه المرة أيضا، فلعلنا لا نتمكن من اللحاق به أبدًا!

منقول من هنا

10 December 2011

كذلك هي علاقتنا بالله


عندما ينفصل جرم ضخم من نجم ملتهب ,
فما يلبث أن ينطفيء ويبرد ويفقد ناره ونوره ,
مهما كانت كتلته من الضخامة .
على حين تبقى لأية ذرة متصلة بمصدرها المشع
قوتها وحرارتها ونورها نتيجة اتصالها بمصدر القوة الأول ,
وباستمدادها من النبع

كذلك هي علاقتنا بالله *

------------------------
* سيد قطب - في ظلال القرأن


اعرف ان الطريق إليك ليس بسهل
فأعني و ثبتني يا الله


09 November 2011

نصف حياة


لا تجالس أنصاف العشاق، ولا تصادق أنصاف الأصدقاء، لا تقرأ لأنصاف الموهوبين،لا تعش نصف حياة، ولا تمت نصف موت،لا تختر نصف حل، ولا تقف في منتصف الحقيقة، لا تحلم نصف حلم، ولا تتعلق بنصف أمل، إذا صمتّ.. فاصمت حتى النهاية، وإذا تكلمت.. فتكلّم حتى النهاية، لا تصمت كي تتكلم، ولا تتكلم كي تصمت.

إذا رضيت فعبّر عن رضاك، لا تصطنع نصف رضا، وإذا رفضت.. فعبّر عن رفضك،
لأن نصف الرفض قبول.. النصف هو حياة لم تعشها، وهو كلمة لم تقلها،وهو ابتسامة أجّلتها، وهو حب لم تصل إليه، وهو صداقة لم تعرفها.. النصف هو ما يجعلك غريباً عن أقرب الناس إليك، وهو ما يجعل أقرب الناس إليك غرباء عنك.

النصف هو أن تصل وأن لاتصل، أن تعمل وأن لا تعمل،أن تغيب وأن تحضر.. النصف هو أنت، عندما لا تكون أنت.. لأنك لم تعرف من أنت، النصف هو أن لا تعرف من أنت.. ومن تحب ليس نصفك الآخر.. هو أنت في مكان آخر في الوقت نفسه.

نصف شربة لن تروي ظمأك، ونصف وجبة لن تشبع جوعك،نصف طريق لن يوصلك إلى أي مكان، ونصف فكرة لن تعطي لك نتيجة النصف هو لحظة عجزك وأنت لست بعاجز.. لأنك لست نصف إنسان.

أنت إنسان وجدت كي تعيش الحياة، وليس كي تعيش نصف حياة ليست حقيقة الإنسان بما يظهره لك.. بل بما لا يستطيع أن يظهره، لذلك.. إذا أردت أن تعرفه فلا تصغي إلى ما يقوله .. بل إلى ما لا يقوله.

لذلك.. إذا أردت أن تعرفه فلا تصغي إلى ما يقوله؛ بل إلى ما لا يقوله


31 May 2011

الحل الوحيد لنهضة المسلمين هو استعادة الخلافة الإسلامية


«لقد عاش المسلمون أزهى عصورهم وحكموا العالم وأبدعوا حضارتهم العظيمة عندما كانوا يعيشون فى ظل الخلافة الإسلامية التى تحكم بشريعة الله.. فى العصر الحديث نجح الاستعمار فى إسقاط الخلافة وتلويث عقول المسلمين بالأفكار الغربية، عندئذ تدهورت أحوالهم وتعرضوا إلى الضعف والتخلف.. الحل الوحيد لنهضة المسلمين هو استعادة الخلافة الإسلامية..».

كثيرا ما استمعت إلى هذه الجملة من بعض خطباء المساجد وأعضاء الجماعات الإسلامية، ولا شك أن كثيرين فى مصر والعالم العربى يؤمنون بصحة هذه المقولة مما يجعل من الواجب مناقشتها.. الحقيقة أن الإسلام قدم فعلاً حضارة عظيمة للعالم، فعلى مدى قرون نبغ المسلمون وتفوقوا فى المجالات الإنسانية كلها بدءا من الفن والفلسفة وحتى الكيمياء والجبر والهندسة.. أذكر أننى كنت أدرس الأدب الإسبانى فى مدريد، وكان الأستاذ يدرسنا تاريخ الأندلس، وفى بداية المحاضرة عرف أن هناك ثلاثة طلبة عرب فى الفصل فابتسم وقال لنا:

- يجب أن تفخروا بما أنجزه أجدادكم من حضارة فى الأندلس..».

الجزء الأول من الجملة عن عظمة الحضارة الإسلامية صحيح تماما.. المشكلة فى الجزء الثانى.. هل كانت الدول الإسلامية المتعاقبة تطبق مبادئ الإسلام سواء فى طريقة توليها الحكم أو تداولها السلطة أو معاملتها للرعية..؟!..

إن قراءة التاريخ الإسلامى تحمل لنا إجابة مختلفة.. فبعد وفاة الرسول «صلى الله عليه وسلم» لم يعرف العالم الإسلامى الحكم الرشيد العادل الا لمدة 31 عاما، هى مجموع فترات حكم الخلفاء الراشدين الأربعة: أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلى بن أبى طالب.. الذين حكموا جميعا لمدة 29 عاما ( 11هـ- 40هـ). ثم الخليفة الأموى عمر بن عبدالعزيز الذى حكم لفترة عامين (99هـ- 101هـ).. 31 عاما فقط من 14 قرنا من الزمان، كان الحكم خلالها عادلاً رشيداً نقيا متوافقا مع مبادئ الإسلام الحقيقية. أما بقية التاريخ الإسلامى فإن نظام الحكم فيه لم يكن متفقا قط مع مبادئ الدين.. حتى خلال الـ31 عاما الأفضل حدثت مخالفات من الخليفة عثمان بن عفان، الذى لم يعدل بين المسلمين وآثر أقاربه بالمناصب والعطايا، فثار عليه الناس وقتلوه، ولم يكتفوا بذلك بل هاجموا جنازته وأخرجوا جثته واعتدوا عليها حتى تهشم أحد أضلاعه وهو ميت..

ثم جاءت الفتنة الكبرى التى قسمت المسلمين إلى ثلاث فرق (أهل سنة وشيعة وخوارج)، وانتهت بمقتل على بن أبى طالب، وهو من أعظم المسلمين وأفقههم وأقربهم للرسول (صلى الله عليه وسلم) على يد أحد الخوارج وهو عبدالرحمن بن ملجم. ثم أقام معاوية بن سفيان حكما استبداديا دمويا أخذ فيه البيعة من الناس كرهاً لابنه يزيد من بعده ليقضى إلى الأبد على حق المسلمين فى اختيار من يحكمهم ويحيل الحكم من وظيفة لإقامة العدل إلى ملك عضوض (يعض عليه بالنواجذ)، والقارئ لتاريخ الدولة الأموية ستفاجئه حقيقة أن الأمويين لم يتورعوا عن ارتكاب أبشع الجرائم من أجل المحافظة على الحكم.. فقد هاجم الأمويون المدينة المنورة وقتلوا كثيرا من أهلها لإخضاعهم فى موقعة الحرة. بل إن الخليفة عبدالملك بن مروان أرسل جيشا بقيادة الحجاج بن يوسف لإخضاع عبدالله بن الزبير الذى تمرد على الحكم الأموى، واعتصم فى المسجد الحرام..

ولقد حاصر الحجاج مكة بجيشه وضرب الكعبة بالمنجنيق حتى تهدمت بعض أركانها، ثم اقتحم المسجد الحرام وقتل عبدالله بن الزبير داخله.. كل شىء إذن مباح من أجل المحافظة على السلطة حتى الاعتداء على الكعبة، أقدس مكان فى الإسلام، وإذا انتقلنا إلى الدولة العباسية ستطالعنا صفحة جديدة من المجازر التى استولى بها العباسيون على السلطة وحافظوا عليها، فقد تعقب العباسيون الأمويين وقتلوهم جميعا بلا ذنب ولا محاكمة ونبشوا قبور الخلفاء الأمويين وعبثوا بجثثهم، انتقاما منهم.. الخليفة العباسى الثانى أبوجعفر المنصور قتل عمه عبدالله خوفا من أن ينازعه فى الحكم ثم انقلب على أبى مسلم الخرسانى. الذى كان سببا فى إقامة الدولة العباسية فقتله، أما أول الخلفاء العباسيين فهو أبوالعباس السفاح الذى سمى بالسفاح لكثرة من قتلهم من الناس، وله قصة شهيرة جمع فيها من تبقى من الأمراء الأمويين وأمر بذبحهم أمام عينيه ثم غطى جثثهم ببساط ودعا بطعام وأخذ يأكل ويشرب بينما لا يزالون يتحركون فى النزع الأخير ثم قال:

«والله ما أكلت أشهى من هذه الأكلة قط».

أما من ناحية الالتزام الدينى، باستثناء بضعة ملوك اشتهروا بالورع فقد كان معظم الملوك الأمويين والعباسيين يشربون الخمر مع ندمائهم على الملأ كل ليلة.. فلسفة الحكم إذن لم يكن لها علاقة بالدين من قريب أو بعيد، بل هى صراع شرس دموى على السلطة والنفوذ والمال لا يتورعون فيه عن شىء حتى لو كان الاعتداء على الكعبة وهدم أركانها.. فلا يحدثنا أحد عن الدولة الإسلامية الرشيدة، التى أخذت بالشريعة لأن ذلك ببساطة لم يحدث على مدى 14 قرناً، إلا لفترة 31 عاما فقط.. السؤال هنا: ما الفرق بين الحكم الإسلامى الرشيد، الذى استمر لسنوات قليلة، وبين ذلك التاريخ الطويل من الاستبداد باسم الإسلام؟..

إنه الفرق بين العدل والظلم، بين الديمقراطية والاستبداد.. إن الإسلام الحقيقى قد طبق الديمقراطية الحديثة قبل أن يطبقها الغرب بقرون طويلة.. فقد امتنع الرسول «صلى الله عليه وسلم» عن اختيار من يخلفه فى حكم المسلمين، واكتفى بأن ينتدب أبا بكر لكى يصلى بالمسلمين بدلاً منه وكأنه (صلى الله عليه وسلم) يريد أن يرسل الإشارة أنه يفضل أبا بكر لخلافته دون أن يحرم المسلمين من حقهم فى اختيار الحاكم.. وعندما توفى الرسول (صلى الله عليه وسلم) اجتمع زعماء المسلمين فى سقيفة بنى ساعدة ليختاروا الخليفة. هذا الاجتماع بلغتنا الحديثة اجتماع برلمانى بامتياز تداول فيه نواب المسلمين الأمر ثم انتخبوا أبا بكر ليتولى الحكم.. وقد ألقى أبوبكر على المسلمين خطبة قال فيها: «يا أيها الناس لقد وُلّيت عليكم ولست بخيركم.. أطيعونى ما أطعت الله ورسوله فإن عصيتهما فلا طاعة لى عليكم..».

هذه الخطبة بمثابة دستور حقيقى يحدد العلاقة بين الحاكم والمواطنين كأفضل دستور ديمقراطى.. نلاحظ هنا أن أبا بكر لم يقل إنه خليفة الله، ولم يتحدث عن حق إلهى فى الحكم، بل أكد أنه مجرد واحد من الناس وليس أفضلهم.. هذا المفهوم الديمقراطى الذى هو جوهر الإسلام سيستمر سنوات قليلة ثم يتحول إلى مفهوم آخر مناقض يعتبر الحاكم ظل الله على الأرض. فيقول معاوية بن أبى سفيان:

«الأرض لله وأنا خليفة الله فما أخذت فلى وما تركته للناس بفضل منى».

ويقول أبوجعفر المنصور العباسى:

«أيها الناس لقد أصبحنا لكم قادة وعنكم ذادة (حماة) نحكمكم بحق الله الذى أولانا وسلطانه الذى أعطانا، وأنا خليفة الله فى أرضه وحارسه على ماله..».

ويقول عبدالملك بن مروان وهو يخطب على منبر النبى: «والله لا يأمرنى أحد بتقوى الله بعد مقامى هذا إلا ضربت عنقه».

انقلب المفهوم الديمقراطى الذى يمثل جوهر الإسلام إلى حكم بالحق الإلهى يعتبر المعترضين عليه كفاراً مرتدين عن الدين يجب قتلهم. يقتضينا الإنصاف هنا أن نذكر حقيقتين: أولاً أن الخلفاء الذين تولوا الحكم عن طريق القتل والمؤامرت كانوا فى أحيان كثيرة حكاما أكفاء، أحسنوا إدارة الدولة الإسلامية حتى أصبحت إمبراطورية ممتدة الأطراف. لكن طريقتهم فى تولى السلطة والحفاظ عليها لا يمكن بأى حال اعتبارها نموذجا يتفق مع مبادئ الإسلام.. ثانياً: إن الصراع الدموى على السلطة لم يقتصر على حكام المسلمين فى ذلك العصر، وإنما كان يحدث بين ملوك أوروبا بنفس الطريقة من أجل انتزاع العروش والمحافظة عليها.

الفرق أن الغربيين الآن يعتبرون هذه الصراعات الدموية مرحلة كان لابد من اجتيازها من أجل الوصول إلى الديمقراطية، بينما مازال بيننا نحن العرب والمسلمين من يدعو إلى استعادة نظام الخلافة الإسلامية، ويزعم أنها كانت عادلة تتبع شريعة الله. إن التاريخ الرهيب للصراع السياسى فى الدولة الإسلامية منشور ومعروف وهو أبعد ما يكون عن شريعة الإسلام الحقيقية، وقد احترت فى هذه الدعوة الغريبة إلى استعادة الخلافة الإسلامية فوجدت من يتحمسون لها نوعين من الناس: بعض المسلمين الذين لم يقرأوا التاريخ الإسلامى من أساسه، أو أنهم قرأوه وتهربوا من رؤية الحقيقة، لأن عواطفهم الدينية قد غلبت عليهم فأصبحوا بالإضافة إلى تقديس الإسلام يقدسون التاريخ الإسلامى نفسه، ويحاولون إعادة تخيله بما ليس فيه. أما الفريق الآخر من المنادين بالخلافة فهم أعضاء جماعات الإسلام السياسى الذين يلعبون على عواطف البسطاء الدينية من أجل أن يصلوا إلى السلطة بأى طريقة..

وهم يخيرونك عادة بين طريقين: إما أن توافق على صورتهم الخيالية عن الخلافة، وإما أن يتهموك بأنك علمانى عدو الإسلام.. إما أن تساعدهم على الوصول إلى الحكم عن طريق نشر أكاذيب وضلالات عن التاريخ، وإلا فإن سيف التكفير فى أيديهم سيهوون به على عنقك فى أى لحظة.
جوهر الإسلام العدل والحرية والمساواة.. وهذا الجوهر تحقق لفترة قصيرة عندما تم الأخذ بمبادئ الديمقراطية..

أما بقية تاريخ الحكم الإسلامى فلا وجود فيه لمبادئ أو مُثُل نبيلة، وإنما هو صراع دموى على السلطة يستباح فيه كل شىء، حتى ولو ضربت الكعبة وتهدمت أركانها.. هذه الحقيقة شئنا أم أبينا. أما السعى لإنتاج تاريخ خيالى للخلافة الإسلامية الرشيدة فلن يخرج عن كونه محاولة لتأليف صور ذهنية قد تكون جميلة لكنها للأسف غير حقيقية.. كتلك التى وصفها الكاتب الإسبانى الكبير ميجيل دى سرفانتس، فى قصته الشهيرة «دون كيخوته»، حيث يعيش البطل العجوز فى الماضى، مستغرقا فى قراءة الكتب القديمة، حتى تستبد به الرغبة فى أن يكون فارساً بعد أن انقضى زمن الفرسان فيرتدى الدرع، ويمتشق السيف ثم يتخيل أن طواحين الهواء جيوش الأعداء، فيهجم عليهم ليهزمهم.

الطريق الوحيد للنهضة هو تطبيق مبادئ الإسلام الحقيقية: الحرية والعدل والمساواة.. وهذه لن تتحقق إلا بإقامة الدولة المدنية التى يتساوى فيها المواطنون جميعا أمام القانون، بغض النظر عن الدين والجنس واللون.
.. الديمقراطية هى الحل..

منقول من هنا

30 May 2011

لماذا لا يريد «الإخوان المسلمون» الرئاسة ؟


لماذا لا يريد «الإخوان المسلمون» الترشح للرئاسة في مصر مباشرة بعد الثورة؟ ولماذا قال المرشد إن من يترشح للرئاسة من «الإخوان» سيتم فصله من الجماعة؟ رئاسة مصر بالطبع عليها مسؤوليات دولية وداخلية، وأولى هذه المسؤوليات هي أن الرئيس القادم لا بد أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي في إطار السلام القائم بين مصر وإسرائيل، و«الإخوان» يريدون أن ينتقدوا المعاهدة مدعين تفوقا أخلاقيا على من أبرموها. فـ«الإخوان» يفضلون أن يجلسوا في مقاعد النقد من أجل كسب شعبية تلفزيونية على أن يتحملوا مسؤوليات سياسية واجتماعية كبرى، ومع الرئاسة تأتي هذه المسؤوليات الضخمة. فرئيس مصر مثلا لا بد أن يتعامل مع البطالة ومع ديون مصر ومع المجتمع الدولي، وكذلك مع الملفات الإقليمية المختلفة، كل هذا يتطلب سياسة وتخطيطا، وحتى الآن لا نعرف عن «الإخوان» قدرة على السياسة أو التخطيط.

بقي «الإخوان» طوال عمرهم كمنظمة في صفوف المعارضة، يمارسون النقد أو رمي العصا في العجلة، أما أن يركبوا العجلة ويسيروا بها ويحتفظوا بأنفسهم فوقها من دون أن تنقلب بهم فهذا يحتاج إلى تدريب طويل. البقاء في المعارضة فترات طويلة خطر من ناحيتين؛ الناحية الأولى هي أن المعارضة تدريجيا تبدأ في التماهي مع النظام، أي أنها تعارضه طول الخط فتصبح شبهه، كالنظرية الحديثة التي تقول إن وجوه الكلاب تشبه وجوه أصحابها من طول العشرة. هكذا الأنظمة تنتج معارضات تشبهها، وفي ذلك لن يكون نظام «الإخوان» مختلفا عن النظام السابق. أما النقطة الثانية فهي أن المعارضة لفترة طويلة تعلم الناس أن يقولوا لا على طول الخط، أي تضعهم في خانة التفكير السلبي، لا يقولون نعم لأن نعم تتطلب تخطيطا بعدها وتبعات سياسية تكلف «الإخوان» في مشروع دولتهم الدينية.

بالطبع ليس معنى أن «الإخوان» لا يفضلون الرئاسة الآن أنهم عازفون عنها، وزاهدون بها، فالواضح أن «الإخوان»، ومن بعد نجاح الثورة، كل تركيزهم ينصب على تكتيف الوطن دستوريا وتشريعيا، فهم من وضعوا التعديلات الدستورية وأقنعوا المجلس العسكري بطرحها للاستفتاء.. وهم أيضا من وضعوا الإعلان الدستوري المعيب الذي تحكم به البلاد الآن.. وهم أيضا من وضعوا الجدول الزمني للانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة. فالانتخابات التي سوف تحدث في سبتمبر (أيلول) المقبل تجعل التفوق من نصيب «الإخوان»، لأن الأحزاب الجديدة لم تتشكل بعد، ولا يسعفها الوقت أن تكون لها شعبية في الشارع. إذن سيكون أول برلمان بعد الثورة إخوانيا، وبهذا يُشرَّع في البرلمان - وديمقراطيا - لثيوقراطية مصر القادمة، أي بالديمقراطية سيحقق «الإخوان» دولتهم الدينية. لذا هم يركزون على الدور التشريعي الآن من أجل تكتيف الوطن وتربيطه أو أخذه أسيرا باسم القانون والتشريع الديمقراطي، أما الرئاسة فكل مصافحة لرئيس إسرائيلي ستأكل من رصيدهم في الشارع، ومن هنا فهم لا يفضلون الرئاسة الآن.

ما خرج من الجامع يبدو أنه سيعود إلى الجامع، بمعنى أن الثورة المصرية التي تدريجيا بدأ الناس يقنعون أنفسهم بأنها تخرج من الجامع كل جمعة يبدو أنها ستعود أيضا إلى الجامع من خلال دولة دينية يتبناها «الإخوان» خطوة خطوة ومن دون تكاليف سياسية تذكر. سعدت بالأمس عندما كانت هناك مظاهرات حاشدة في مصر رغم مقاطعة «الإخوان» والسلفيين لها، وهي رسالة للمجلس العسكري الحاكم بأن الثورة لم تكن ثورة «الإخوان»، وأن «الإخوان» ليسوا القوى الوحيدة المنظمة في مصر كما صوروا للمجلس. مصر أكبر من «الإخوان»، مصر بلد متنوع عرقيا وثقافيا وجغرافيا على عكس ما كانت تدعي مدرسة مصر الكيان الوحيد المتجانس.. مصر ليست كيانا متجانسا رغم كل المغالطات. ورغم فرحتي بالمليونية الأخيرة فإنها ما زالت مليونية يوم الجمعة المرتبطة بالعمل الديني. نريد مليونية في يوم آخر، مليونية تقول إن ما يحدث هو سياسة وليس خطبة جمعة على طريقة إيران الخمينية التي ارتبطت فيها السياسة ارتباطا عضويا بخطبة الجمعة. نريد مصر خطبة السبت أو الأحد أو الثلاثاء أو الخميس، وليس الجمعة على طول الخط.

«الإخوان» يأخذون مصر رهينة ولكن بالتدريج على طريقة الخطوة خطوة، والمجلس العسكري يوافقهم ليس من باب المشاركة الآيديولوجية ولكن لأن «الإخوان» هم من استقبلوا المجلس كما يستقبل سائقو التاكسي السائح القادم من المطار، يفسحونه حسب جدولهم، ويفعلون ما يريدونه هم لا ما يريد السائح، ويصدق السائح أن مصر التي فرجه عليها السائق هي مصر الأصلية، كل مصر، لا نقصان ولا زيادة هناك.

«الإخوان» لا يريدون الرئاسة الآن لسببين؛ الأول أنهم لا يريدون لمشروعهم أن يكون على المكشوف لهذه الدرجة، فهم يفضلون الوضع القائم، أن يحكموا من وراء ستار المجلس العسكري، والثاني أنهم لا يريدون أن يدفعوا أي ثمن سياسي للدور الذي يلعبه رئيس مصر القادم.. هم يريدون المغانم من دون دفع المغارم، بلغة «الإخوان» أنفسهم.


منقول من هنا


08 April 2011

زواج المثلي من إمرأة محظور شرعاً


يقول قارئ: أنا شاب أعزب فى الثلاثين من عمرى، عندى عمل وسكن والحمد لله، وأهلى يضغطون على من أجل الزواج، ويلحون على، وأخشى أن يفتضح أمرى أمامهم، فأنا بصراحة لا أريد الارتباط بامرأة، فلا يوجد لدى ميل نحو الجنس الآخر، وأشعر بالميل الجنسى نحو الرجال، وتصرفاتى بها شىء من التخنث، فضلاً عن شعورى بفقدان الثقة بالنفس مع الإحساس بالفشل فى كل شىء أريد القيام به،لم أمارس فاحشة الشذوذ الجنسى والحمد لله، لكن هاجس هذه العلاقة يطاردنى، فهل رجل هذا شأنه من السهل أن يكوّن علاقة سليمة مع امرأة؟ لا أريد أن أظلم أى إنسانة معى؟ لكن هل أرضى أهلى بالزواج على حساب مصلحتى؟ أرجوكم أريد حلا؟

يجيب عن هذا التساؤل الداعية الشاب" محمد مسعد ياقوت "، عضو الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، ناصحًا القارئ بضرورة الحذر من الانزلاق فى أى انحراف جنسى، فبداية السلوك الجنسى الشاذ يبدأ بتلك الميول والتصرفات.

أما بخصوص كونك ترفض الزواج لعدم ميلك إلى الجنس الآخر لما تعانيه من تخنث كما وصفتَ، فإذا كان زواجك يضر بالمرأة التى ستدخل بها، إذ يُتوقع أن يصيبها العنت وتلحقها الفتنة، ولن تستطيع أن تعفها، فإن زواجك فى هذه الحالة يكون محظورًا شرعًا لما فيه من مفسدة على المرأة، طبقا للقاعدة الأصولية "لا ضرر ولا ضرار".

وأكد "ياقوت" أن المثليين لا يصلحون أن يكونوا أزواجًا طبيعيين، إلا بعد العلاج النفسى من الشذوذ، فمحال أن يحدث الإعفاف من علاقة زوجية طرفها رجل شاذ، له ميول نحو الرجال.

ونبه ياقوت إلى ضرورة المبادرة إلى العلاج، من خلال الأطباء النفسانيين، وفى نفس الوقت نصح السائلَ بكثرة التطهر والوضوء والصيام والذكر وتلاوة القرآن، كمحاولة إيمانية لمقاومة هذه الميول الشاذة.


منقول من اليوم السابع

22 March 2011

دكتور البرادعي .. عذراً نحن لا نستحقك


منهم لله.. أضاعوا علينا الفرحة.. وأفسدوا علينا العرس الذي لم تر له مصر مثيلا في تاريخها.. منهم لله.. قوي الجهل والظلام.. سالت دموعي وأنا أتابع علي شاشات التلفاز عددا من البلطجية وحثالة البشر وهو يطارد الدكتور محمد البرادعي.. يحاولون الفتك به وقذفه بالحجارة والطوب، والرجل المسن المحترم يحاول بكل قوة هو ورجاله أن يتفادي الضرب والتحطيم حتي سارع رجاله الي خطفه في سيارة أخري بعد تحطم سيارته بفعل جحافل الجهل والفقر..أناس كان رجال الحزب الوطني يشترونهم بـ50 جنيها وشنطة زيت وسكر وأرز.. وها هم يهاجمون الرجل الذي ترك مباهج الدنيا كلها وحضر الي بلاده بعد أن شرفها في ربوع المعمورة بأكملها حتي نال جائزة »نوبل«، وفي بلده حصل علي قلادة النيل وهي أعلي وسام مصري يمنح لشخص من الأشخاص!! كل ذلك حصل عليه البرادعي وأكثر، وكان المفترض أن يجلس الرجل في قصره في چنيف يستمتع بفترة تقاعده.. مع أولاده.. وأحفاده.. إلا أن الرجل رفض كل هذا النعيم.. ولبي نداء الوطنية وحضر الي مصر فاستقبله رجالها أحسن استقبال.. »نخبة« مصر قضوا ساعات طويلة في المطار ينتظرون حضوره.. وآلاف مؤلفة من الشعب »تراصت« خارج المطار يترقبون ظهوره، وجاء البرادعي وكأنه نبي منتظر.. وتحدث الي الشعب طالبا منه اليقظة والتغيير.. في عز جبروت النظام وإرهابا وقف الرجل يطالب برحيل النظام وتغييره.. وضرورة أن يحصل الشعب علي كامل حقوقه، وأن يمارس الديمقراطية التي يستحقها عن جدارة وحق.. بل وأكثر من ذلك توقع الرجل وكأنه يقرأ من صفحات الغيب ـ أن يختفي النظام الحاكم خلال عام واحد فقط وأن يثور الشعب ويغرد جلاده!

تعجبنا من تنبؤات الرجل.. واستغربناها.. فلم يكن أي شخص في العالم يتخيل ثورة من شعب أضاع عليه حاكم طاغي أي قدرة علي الرفض والتمرد والثورة، وهنا أطلق النظام الغاشم.. كلابه الضالة المدربة لنهش الرجل .. وتلويث سمعته لم يتركوا شبرا في ثيابه وجسده إلا ونالته »عضة كلب«.. نالوا من شرفه وعرضه.. اتهموه.. بأبشع الاتهامات قالوا أمريكي.. صهيوني.. حامل أجندات.. لم ييأس الرجل رغم ما ناله من جراح ومضي مستمرا في دعوته ورسالته وكأنه يحارب طواحين الهواء.. حتي »بزغ« الفجر ذات يوم.. وبالتحديد يوم 25 يناير المجيد.. وعلي الفور حضر الرجل مهرولا من الخارج ليقضي أيامه في ميدان التحرير متحملا القنابل المسيلة بالدموع والطوب والأحجار رغم سنه الكبيرة.. وأخذ يبشرالثوار ويقوي من عزيمتهم.. ويتحدث الي الفضائيات بمطالبهم حتي تحقق النصر من عند الله.. وبعزيمة الشعب المصري، وهنا واصل المناضل نضاله.. وأخذ يواصل دعواته ويحذر من أعداء الثورة.. ورموز النظام السابق ولم يهتم الرجل بجني ثمار دعوته.. ولم يدع البطولة ونسب بكل تواضع نجاح الثورة الي أصحابها ونسي نفسه.. نسي أنه كان الممثل والأب الروحي للثورة وأول المنادين بها.. نسي أن أول من أضاء شمعة في ظلام مصر حتي تحولت الي نهار وشمس ساطعة وجاء الاستفتاء.. وحضر البرادعي من الهند سريعا بعد حضوره لحفل تكريم له هناك.. وأسرع من فوره الي المقطم.. وبالتحديد بمساكن الزلزال ليدلي بصوته، ويشارك في »العرس« الذي صنعه.. ولم يدرك الرجل الي مؤامر كبري تحاك ضده في الظلام من قبل قوي الجهل والظلام.. أناس مغيبون.. لو قالوا للرجل لا.. في صندوق الانتخاب لاحترمنا إرادتهم ولكنهم حملوا الطوب والحجارة لمهاجمة الرجل المحترم صاحب الدعوة الي الخير والعدل.. الذي جاء من بلاد الراحة والنعيم من أجل نصرة هؤلاء الفقراء القاطنين في مساكن الزلزال.. وها هو يفاجأ بشرذمة قليلة منهم يهاجمونه ويستهدفون حياته.. نفس الوجوه والأشكال الذين اسقطوا المفكر الكبير أحمد لطفي السيد حينما نزل انتخابات المجلس النيابي حينما ادعي عليه أحد خصومه أنه رجل »ديمقراطي« وأفهم الجهلاء بكل خبث أن معني الديمقراطي أن يتبادل الرجال زوجاتهم.. فكان الرجل كلما حضر لقاء قالوا له صحيح أنت ديمقراطي.. فيفرح الرجل ويجيب بنعم.. فيضرب الحاضرون كفا علي كف وأجريت الانتخابات وسقط الرمز العظيم بسبب أنه رجل »ديمقراطي« لا مؤاخذة.

نفس الجهل ونفس الوجوه التي تقول الآن البرادعي أمريكي.. صهيوني.. حامل أجندات.. وآخرتها يقذفونه بالطوب والحجارة.. سيدي البرادعي باسم كل مخلص ووطني في هذا البلد أقدم اعتذاري.

14 March 2011

١٤ سبب خلوني أحترم البرادعي


أنا عمري ماكنت من أنصار البرادعي ولا المعجبين المفتونين به. بس دي شوية نقاط كتبتها بعد حواره امبارح على أون تي في. لا هيا دعاية انتخابية ولا محاولة لاقناع الناس بحاجة ولا فرض رأي عليهم. هيا بس دعوة لتشغيل العقول وشهادة لإحقاق الحق مش أكتر.

1. باحترام البرادعي عشان هو أول من نادى بفكرة الحشد والمظاهرات المليونية والعصيان المدني. كلمات مكناش نسمع عنها أصلا ولا نتخيلها في سياق مصر. هو اللي راهن على الشباب من أول يوم واعتمد عليهم كلياً. رجوعه إلى مصر من كام سنة هو اللي أعطى زخم لحركة التغيير وحرك الماء الراكد. حتى وائل غنيم قال على تويتر إن رجوع البرادعي لمصر هو اللي أعطاه أمل فلما جات حادثة خالد سعيد تبنى القضية بحماس موقنا أن التغيير ممكن.

2. البرادعي كان من الناس اللي دفعت التمن بدري لما اللي كان بينادي به ضرب من الخيال محدش كان يحلم يفكر بيه. مش جاي ينظر ويعمل فيها المعارض المغوار دلوقتي بعد أما مبارك ما مشي.

3. من الناس القليلة اللي موقفها ثابت على طول الخط. يعني تسمع حوار ليه مع مني الشاذلي من أكتر من سنة تلاقي هيا هيا نفس المطالب اللي بيطالب بها وهو هو نفس الخطاب واللهجة اللي بيتكلم بيها دلوقتي. بالعربي بالانجليزي مواقف الراجل واحدة. مش متلون ولا انتهازي. وأهم من كدة عند رؤية واضحة واهداف ثابتة ماتنازلش عنها.

4. وجه عالمي نضيف. سياسي محنك وراجل قانون. عند خبرة في العلاقات الدولية و مصداقية عالمية و اتصالات بجهات عديدة. على الرغم من الحملة الشرسة اللي نظام مبارك شنها عليه ماسمعناش عنه شبهات فساد مالي ولا إداري وهو ده اللي أظن كلنا عايزينه. واحد نضيف بره مؤسسة الفساد دي كلها وفوق كده عند الخبرة.

5. متواضع ومعتقد باهمية العمل الجماعي. دايماً يقول أنا مقدرش أعمل ده لوحدي محتاج الشعب محتاج الشباب. علطول بيعتبر نفسه لاعب ضمن فريق مش القائد الملحم اللي عامل سبع رجالا في بعض.

6. راجل بيقدر الشباب وبيفهم في التكنولوجيا ودي كان أدوات اللي اعتمد عليها في ظهوره في الأول أصلا. يعني باختصار نظام تاني خالص عن اللي عرفناه الستين سنة اللي فاتت. راجل فعلاً فاهم لغة العصر وبيتكلم كلام الشباب اللي علطول محاوطينه. مش واحد من المدرسة القديمة اللي عفا عليها الزمن بالعافية متابع اللي بيحصل حواليه.

7. اللي تابع حوار امبارح في أون تي في وتابع لقاء عمرو موسى في ساقية الصاوي هايفهم بالظبط قصدي. البرادعي كل كلامه عن المؤسسات والدستور ورؤيته لمستقبل البلد. قاعد تلات ساعات يتكلم مافتحش بقه على نفسه وتاريخه ومكانته وشغله العالمي وجوايزه غير أخر تلات دقايق لما سألوه يوجه رسالة للشعب فعرف نفسه باختصار مش أكتر! قارن ده بعمرو موسى اللي كان تلات اربع كلامه عن تاريخه و"ما ينبغي" و"يجب" فعله. واللي هو "نادي" و"طالب" بيه قبل كدة . واللي "شجبه" و"استنكره". اترك ليكم المفاضلة.

8. لما اتسئل البرادعي عن عمرو موسى اللي هو مفروض منافسه رد بكل ذوق وأدب ورفض انه يوجه ليه أي إهانة أو اتهام وهو مش موجود.

9. راجل مش متكالب على السلطة. عنده السمعة الدولية وتقلد أعلى المناصب. يعني مش هيا دي اللي هاضيف ليه. مستعد انه يكون في مجلس رئاسي إذا الشعب اختاره وبالتالي يحرم نفسه من الترشح للرئاسة عشان هو مؤمن إن المرحلة الانتقالية أهم واخطر مرحلة في الطريق لبناء دولة ديمقراطية وهو مستعد يخدم من أي منصب مادام هايحققلو الغرض ده

10. بيعرف نفسه انو اشتراكي ديمقراطي. سياسته الداخلية قائمة على العدالة الاجتماعية. الدستور عنده قضية مقدسة. دولة المؤسسات هيا هدفه اللي بيشتغل ليه.

11. سياسته الخارجية ترمي لعمل توازن في المنطقة واستعادة دور مصر القيادي. هيعمل على إنه يقوي علاقات مصر بمحيطها الاقليمي وامتدادها الاسلامي ومن ذلك إعادة علاقة مصر بإيران.

12. راجل بيتكلم بصراحة. لما مبيعرفش حاجة بيقول. لما بيتسئل أسئلة تفصيلية مالهاش إجابة دلوقتي عنده بيقول كدة مش يرمي شعارات كبيرة علشان الفرقعة الاعلامية وخلاص. واقعي مش بتاع كلام كبير هو مش قده عشان يرضي الناس. راجل محترم بيعرف يتكلم بالعقل ومابيستخفش بعقول الناس زي الخلق التانية.. خلونا ننضف بقي!

13. في الحوار ماتهربش من إجابة أي سؤال (قارن ده بشفيق اللي مجاوب ولا سؤال ولا عمرو موسى اللي مداش عقاد نافع ويقعد يتوهك) اجاباتهه واضحة مافيهاش لبس تصلح ان تكون مانشيت في حد ذاتها. ولو مجاوبش سؤال بيرجع تاني ويجاوبه.

14. تحس إن الراجل فعلاً صادق في كلامه. اللي يهم هو رؤيته مش شخصه بدليل أنا معجبة جدا بالحوار بس لما أخت بالي لاقيت احساسي ده نابع من الكلام اللي قاله البرادعي مش شخصيتو ولا "كاريزماته" اللي بقيت كلمة مستهلكة وفارغة من مضمونها. لاول مرة تجاوزنا السطح والشكل ولقينا المضمون مية مية.

واخيرا محدش يسمع مني ولا كلمة. خش على اللينك ده واسمع كلام الراجل بنفسك.

حد ممكن يقولي ماشي كلام مش بطال بس مش البرادعي ده هو اللي اتسبب في إن أمريكا احتلت العراق جاي دلوقتي يعمل بطل؟ ارد بصراحة؟ بجد دي أكذب واغلس تهمة بشوفها بتتوجه للبرادعي. يا جماعة انتو جبتو المعلومة دي منين ممكن حد يقولي؟ ده فيديو اهو للبرادعي يوم سبعة مارس يعني قبل غزو العراق 13 يوم وهو بينفي تماماً وجود أي نشاط نووي للعراق قدام مجلس الامان.

ممكن تقولي أنت مصدرك ايه بقي؟ يا ريت نفكر شوية بعقولنا ومانرددش إشاعات كدة إحنا مش عارفين أصلا جبناها منين.

أينكان برضو الراجل كان عايش طول حياته بره يعرف ايه عن مصر ده؟

اقولك واللي كان عايش جوه اسم الله عمل ايه يعني؟! نهبها وخربها وقعد على تلها! الموضوع مش قصة بره ولا جوه. الرجل مكانش بره بيتفسح ولا في رحلة. ده كان بيشتغل في أكبر المؤسسات الدولية. اشمعنا يعني مابسمعش حد بيقول زويل عايش بره بالرغم إن ده بقي اللي بيحمل جنسية أمريكا علما إن البرادعي معندوش غير الجنسية المصرية واتولد وعاش ودرس هنا لحد الجامعة.يا ريت نركز في مضمون كلام البرادعي مش مكان إقامته.

بس ده راجل بيتأتأ،"التون" بتاعه مستفز وشكله عامل زي عم شكشك بتاع بوجي وطمطم؟ اقولك يا عم تجاوز المظهر شوية وحاول تركز في الجوهر. سيدنا موسى كان بيتلعثم هل ده قلل من قدره ولا من عظم ونبل رسالته؟ خلينا نتفق نقيم المرشحين بافكارهم وخططهم مش شكلهم ولبسهم وصوتهم!

ودمتم :)



20 February 2011

الإجراءات السبعة لحماية الثورة


تحدث الرائع "بلال فضل" وكتب الصديق "محمد علم" وغيرهما عن غيوم الثورة المضادة التي تتجمع في الأفق، وطلائع المرتدين التي تلملم نفسها، ولم يتركا كثيرا يقال في الرصد والكشف بتحليلات وافية شافية. والسؤال الآن، ما هي القرارات والتدابير المنشودة لحماية ثورة يناير؟ والتي ينبغي أن نحشد الجماهير للمطالبة بها قبل أن يضيع ما حققه المصريون بالدم قبل العرق؟


قبل تفصيل ما نقترحه من قرارات وإجراءات، دعونا نؤكد أن كون ثورتنا بيضاء لا يعني أن تكون عاجزة عن حماية مكاسبها، وأن دورها هو كنس الفساد برياحها وليس التعايش السلمي معه كما يجري الآن، إذ يحاول البعض أن يكرس للفساد تحت دعاوى الحرية والديمقراطية والتعددية. فالشذوذ الفكري بالاعتذار لجلاد الشعب ليس حرية، والترويج للردة على مكاسب الثورة ليس ديمقراطية، وقبول الفاسدين والمتواطئين مع الفساد ليس تعددية. ولو كان كل هذا مقبولا كرفاهية في المستقبل فليس اليوم مقبولا في مرحلة المخاض الثوري، وحتى تهيأ الثورة الوطن للإصلاح الاجتماعي والسياسي والاقتصادي المنشود.


لهذا نقترح بعض التدابير المطروحة للنقاش حتى نصل لصيغة جامعة، لحماية الثورة وضرب الثورة المضادة استباقيا، وتوظيف قانون الطواريء المؤقت في ذلك، فمن خلال تلك الإجراءات سوف تستخدم حالة الطواريء خلال الفترة الانتقالية لأول مرة كسيف في يد الشعب وليس سيفا على رقبته


أولا: حل الحزب الوطني الديمقراطي وجمعية جيل المستقبل وأيلولة كل ما لهما من أصول وممتلكات وأموال للدولة، حيث يمثل فلول الحزب أخطر طابور خامس اليوم لإجهاض الثورة


ثانيا: حل حكومة أحمد شفيق وتشكيل وزارة تسيير أعمال، ويرأس مجلس الوزراء السيد رئيس المحكمة الدستورية العليا بصورة مؤقتة حتى نهاية سبتمبر 2011م


ثالثا: قرارات العزل السياسي
نظرا للدور السلبي لكل من الحزب الوطني وجمعية جيل المستقبل في إفساد الحياة السياسية والعمل العام في مصر، يمنع كل من كان منتميا لأي منهما في 25 يناير 2011م وما قبله من ممارسة العمل السياسي أو العمل العام لمدة خمس سنوات ميلادية تنتهي في 25 يناير 2016م، وذلك كالتالي:

* منع أعضاء الحزب والجمعية من تشكيل أحزاب أو جمعيات أهلية جديدة أو الانضمام لأحزاب أو جمعيات قائمة خلال فترة العزل حتى 25 يناير 2016م.
* منع أعضاء الحزب والجمعية من الترشح لعضوية المجالس النيابية والنقابية والمحليات والانتخابات الرئاسية خلال فترة العزل
* تقييد الحريات النسبي المؤقت للقيادات والرموز الحزبية السابقة، وذلك بتحديد إقامتهم في منازلهم وتقنين اتصالاتهم لمدة 6 أشهر تنتهي في سبتمبر 2011م (لمن لا تثبت بحقه منهم جرائم تؤدي لعقوبات أخرى) وفي مقدمتهم يأتي السادة (1) جمال مبارك، (2) صفوت الشريف، (3) أحمد فتحي سرور، (4) زكريا عزمي، (5) مفيد شهاب، (6) علي الدين هلال، (7) أحمد شفيق، (8) أنس الفقي، (9) أحمد نظيف، (10) يوسف والي، (11) فاروق سيف النصر، (12) حسام بدراوي، فضلا عن كافة الوزراء من أعضاء الحزب، والذين تشكلت منهم وزارتي أحمد نظيف وأحمد شفيق. وذلك مع السماح لهم بالاتصالات الشخصية وتسيير الأعمال الخاصة من منازلهم خلال فترة تقييد الحريات المؤقتة

رابعا: إعادة هيكلة قوى الأمن (الشرطة) وتصفية أجهزة القمع

وذلك بهدف تمكين قوى الأمن (الشرطة) من القيام بدورها فيما يخص الأمن الجنائي والأمن القومي، وإنهاء دورها السابق كجهاز قمعي في يد النظام

* ضم جهاز أمن الدولة لجهاز المخابرات العامة لدعم مهام الأمن القومي داخليا وخارجيا، مع تقنين الدور الداخلي وفقا للدستور المعدل والحريات المكفولة فيه، وسرعة تقديم عناصر الجهاز المنحرفة للعدالة.
* ضم قوات ومعدات الأمن المركزي لجهود الأمن الجنائي، تحت مسمى جهاز الأمن العام، بتشكيل هيكل لدوريات المشاه من الأفراد المجندين والضباط العاملين، بهدف إقرار الأمن في الشارع (نموذج معاصر من عسكري الدرك)، وتكثيف الدوريات الراكبة بطاقة الضباط والأفراد العاملين في الجهاز.
* حركة تنقلات شاملة بهدف تغيير الوجوه المتعاملة مع المواطن في أقسام البوليس وكافة مراكز الشرطة
* تغيير الزي الرسمي بهدف كسر الحاجز النفسي مع المواطن، ودورات تدريبية مكثفة للتعامل القانوني المشروع مع المواطنين
* إنشاء جهاز رقابي فعال لأداء قوى الأمن وتقديم العناصر المشكو بحقها في حالات التعذيب والقمع للقضاء والبت في تلك القضايا في غضون 3 أشهر

خامسا: تطهير قيادات الجهاز الحكومي وقطاع الأعمال والبنوك الحكومية

وذلك بإحالة القيادات الحكومية وقيادات قطاع الأعمال والبنوك الحكومية المنتمية للحزب الوطني الديمقراطي من درجة مدير عام فصاعدا لمعاش مبكر بمعاش كامل، وذلك في موعد أقصاه نهاية مارس 2011م


سادسا: التقنين المؤقت لحق التظاهر والإضراب والاعتصام
وذلك حتى نهاية مايو 2011م، من خلال الضوابط التالية والتي يطبقها الحاكم العسكري بسلطاته المؤقتة

* تحديد يوم الإجازة الأسبوعية (الجمعة) للتظاهر في الميادين العامة والشوارع لما يترتب عليه من تعطيل مرور نوعي
* الإضرابات والاعتصامات العمالية لا تزيد عن 50% من الطاقة العاملة في نفس الوقت، وبصفة خاصة في البنوك والمصانع والمنشآت الخدمية والمرافق، وفي حالة مخالفة ذلك يجازى المخالفون بخصم اليوم من الراتب وحجب الحوافز والبدلات الشهرية وفقا لقانون العمل

سابعا: حماية مبدأ المواطنة كثابت وطني بقوة الجيش
مبدأ المواطنة والمساواة الكاملة بين المواطنين في الحقوق والواجبات والأهلية الكاملة بغض النظر عن الدين والعرق والنوع هو أحد الثوابت الوطنية التي تحميها القوات المسلحة تماما كحماية التراب الوطني واستقلال القرار الوطني، ولها أن تتخذ ما تراه من تدابيرلحمايته ومنع العبث به تحت مظلة الحرية والديمقراطية، إذ يمثل العبث به مدخلا للثورة المضادة وتفتيت الإجماع الوطني


--------------------------
د/ إياد حرفوش
منقول من مدونة للفجر نغرد


05 February 2011

كثيرون لم يتكلموا


فالحرية كما قلت تؤخذ و لا تعطى ، و هى لا قيمة لها و لا ميزة فيها إن جاءت سهلة هينة دون مخاطر و دون تضحيات . فلنكرر لهم أخيراً ما قاله جمال عبد الناصر في حديثه عن هزيمة يونيه 1967 ( انظر جريدة الأهرام 8 نوفمبر 1967 ) :

" الآن يبدو واضحاً أمامنا أن كثيرين* لم يتكلموا حين كان واجبهم يقضي عليهم بأن يتكلموا ، و من هنا فلسوف يبقى أهم الضمانات ( لعدم تكرار ما حدث ) أن يكون في هذا الوطن دائماً ذلك الفرد المؤمن الذي يقول كل ما يريد قوله حتى إذا أعطى رأسه ثمناً لإيمانه ".

ما أصدقها من كلمات !

---------------------------------------------
* يقصد بالكثيرين : المثقفين المصريين و العرب .


منقول من كتاب : نحو ثورة في الفكر الديني
للدكتور : محمد النويهي



15 January 2011

قصيدة التأشيرة


اسبح باسمك الله
وليس سواك اخشاه
واعلم انى لى قدرا سألقاه .. سألقاه

وقد علمت فى صغرى بان عروبتى شرفى
وناصيتى وعنوانى
وكنا فى مدارسنا نردد بعض الحان

نغنى بيننا مثلا
بلاد العرب أوطانى - وكل العرب اخوانى
وكنا نرسم العربى ممشوقا بهامته
له صدر يصد الريح اذ تعوى
مهابا فى عبائته

وكنا محض اطفال
تحركنا مشاعرنا
ونسرح فى الحكايات التى تروى بطولاتنا

وان بلادنا تمتد من أقصى الى أقصى
وان حروبنا كانت لاجل المسجد الاقصى
وان عدونا صهيون
شيطان له ذيل
وان جيوش امتنا
لها فعل كما السيل


سأبحر عندما اكبر
امر بشاطىء البحرين فى ليبيا
واجنى التمر من بغداد فى سوريا
واعبر من موريتانيا الى السودان
اسافر عبر مقديشيو الى لبنان


وكنت اخبىء الاشعار فى قلبى ووجدانى
بلاد العرب اوطانى وكل العرب اخوانى

وحين كبرت
لم احصل على تأشيرة للبحر
لم ابحر
وأوقفنى جواز غير مختوم على الشباك
لم اعبر

حين كبرت
لم ابحر ولم اعبر
كبرت انا
وهذا الطفل لم يكبر


تقاتلنا طفولتنا
وافكار تعلمنا مبادئنا على يدكم ايا حكام امتنا
تعذبنا طفولتنا
وافكار تعلمنا مبادئها على يدكم ايا حكام امتنا
الستم من نشأنا فى مدارسكم
تعلمنا مناهجكم

تعلمنا على يدكم بان الثعلب المكار منتظر
سيأكل نعجة الحمقى اذا للنوم ما خلدوا

الست من تعلمتم بان العود محمى بحزمته ضعيف حين ينفرد
لماذا الفرقة الحمقاء تحكمنا
الستم من تعلمنا على يدكم ان اعتصموا بحبل الله واتحدوا


لماذا تحجبون الشمس بالاعلام
تقاسمتم عروبتنا ودخلم بينكم صرنا كما الانعام
سيبقى الطفل فى صدرى يعاديكم
تقسمنا على يدكم فتبت كل ايديكم

انا العربى لا اخجل
ولدت بتونس الخضراء من اصل عمانى
وعمرى زاد عن الف وامى ماتزل تحبل
انا العربى فى بغداد لى نخل
وفى السودان شريانى
انا مصرى موريتانيا وجيبوتى وعمانى
مسيحى وسنى وشيعى و كردى ودرزى وعلوى


انا لا احفظ الاسماء والحكام اذ ترحل
تشتتنا على يدكم
وكل الناس تتكتل
سئمنا من تشتتنا وكل الناس تتكتل


ملئتم فكرنا كذبا ووتزيرا وتأليفا
اتجمعنا يد الله وتبعدنا يد الفيفا

هجرنا ديننا عمدا
فعدنا الاوس والخزرج
نولى جهلنا فينا
وننتظر الغبا مخرج


ايا حكام امتنا يبقى الطفل فى صدرى يعاديكم
يقاضيكم
ويعلن شعبنا العربى متحدا
فلا السودان منقسم
ولا الجولان محتل
ولا لبنان منكسر يدواى الجرح منفردا


سيجمع لؤلؤات خلجينا العربى فى السودان يزرعها
فينبت حبها فى المغرب العربى قمحا
يعصرون الناس زيتا فى فلسطين الابيه
يشربون الاهل فى الصومال ابدا

سيخرج من عبائتكم رعاها الله
للجمهور متقدا
هو الجمهور لا انتم
هو الحكام لا انتم
اتسمعنى جحافلكم

اتسمعنى دواوين المعاقل فى حكومتكم
هو الحكام لا انتم ولا اخشى لكم احدا
هو الاسلام لا انتم فكفوا عن تجارتكم
والا صار مرتدا

وخافوا ان هذا الشعب حمال
وان النوق ان صرمت
فلن تجدوا لها لبنا ولن تجدوا ولدا
انا باق وشرعى فى الهوا باق

سقينا الظلم اوعية
سقينا الجهل ادعية
مللنا السقى والساقى

احذركم
سنبقى رغم فتنتكم
فهذا الشعب موصول
حبائلكم وان ضعفت
فحبل الله مفتول

ساكبر تاركا للطفل
فرشاتى والوانى
ويبقى يرسم العربى
ممشوقا بهامته
ويبقى صوت الحانى

بلاد العرب اوطانى
وكل العرب اخوانى
-------------
كلمات الشاعر الرائع .. هشام الجخ

نتمنى له النجاح في مسابقة أمير الشعراء