01 December 2010

الفرق بين مصر وأمريكا في الجزمة دي


وصلتني عبر البريد الإلكتروني مجموعة من الصور.. وهي في الحقيقة صور لا تبحث عن تعليق.. لسبب بسيط هو أنها تشرح نفسها بنفسها، صور تعبّر ببساطة عن الفرق بين دول العالم الثالث ودولة مثل أمريكا.. دول يحكمها أباطرة وقياصرة وفراعنة، ودولة يحكمها رجل.. مجرد رجل نصيبه من القرارات في الحكم أقل كثيرا من أمين تنظيم الحزب الوطني في مصر..

حتى عندما يذهبون إلى بيت الله يقف الخادم ليحمل الحذاء، فإذا انتهى السيد أمين تنظيم الحزب من الوقوف خاشعا ذليلا خاضعا بين يدي الله، وهمّ بالخروج جاءه الخدم؛ ليسندوه على باب المسجد خشية الوقوع، ويلبسوه حذاءه الأنيق.. تماما كما كان يفعل بعض الباشوات والملوك القدامى..

فما هو نصيب الخادم من الصلاة إذن؟


الخادم كما تشاهدون في الجاليري يقف بين المصلّين حاملا "جزمة" أحمد عز، وكأنه يحمل عهدة حكومية يخشى ضياعها، وتكاد يده تمسك بها وكـأنه نال عظيم الشرف والكرامة..

ثم ها هو السيد أمين التنظيم يتكئ على ظهره ليلبسها؛ تعبيرا منه عن الود الذي يكنّه لمن يُلبسه حذاءه.. منتهى التواضع والرحمة..


وهكذا ظل كثير من المصريين يرسّخون العبودية في أنفسهم لكل من اقترب من كرسي الحكم، ويطمعون في أن يقتربوا منه ولو بحمل حذائه..

وبنظرة واحدة في الجاليري المرفق بالمقال ترى كيف أنه من قديم، والمواطن المصري البسيط المقهور لا يدري كيف يرفع راسه أمام أصحاب السلطة والصولجان ليقول لهم لا.


أما الصورة الأخرى فهي لرئيس أكبر دولة في العالم..

صورة للرجل الذي يتحكم في قنابل نووية تكفي لفناء العالم عدة مرات..

رجل بسيط يدخل مسجد السلطان حسن في أثناء زيارته لمصر، ولمن يدقق النظر سوف لا يجد جواره أحدا..

هو يخلع حذاءه.. ثم هو يضعه في مكانه لا يحمله عنه أحد، ثم هو في النهاية يرتدي حذاءه بنفسه لا يساعده أحد..

ولو حمل عنه أحد حذاءه بدافع الحب لصارت كارثة تتناقلها وسائل الإعلام.. ولساءله الأمريكان من الذي باع لك هذا الخادم يا أوباما.. ولحاسبوه على تكبره، وربما أجلسوه في بيته؛ عقابا له..


نحن هنا لا نقول بأن الشعب الأمريكي أعرق ولا أروع من الشعب المصري، إنما نقول إن ثمة فرقا بين شعب ترسّخت في نفسه العبودية، وبين شعب يشعر أن الحاكم وحكومته في خدمته، وأن رواتبهم جميعا يأخذونها من دافعي الضرائب..

نحن أولى بالكرامة، نحن أولى بالعزة الحقيقية، والله أخبرنا أن العزة لله جميعا، فإذا أراد عبدٌ العزة فليأخذها من مالكها الوحيد: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}.. أما غير ذلك فهو الكبر والفرعنة..

الغريب والمدهش أنك تأتي بعد ذلك لتجد من يقول بأن الانتخابات مزورة، أو أن الحزب الوطني أصبح هو المالك الوحيد للبرلمان..


أو أن البرلمان المصري صار بلا معارضة ولا من يقول "لا".. ولن تجد بعد ذلك إلا "نعم".. و"نعم" من القلب والعقل والروح والبنك الذي يحمل الرصيد!!


ولكن العجيب والمدهش والمبهر في هذا الشعب العظيم رغم ما فيه؛ هو أن الشعب المصري قادر على فعل كل شيء وأي شيء، قادر على مواجهة الجيوش الجرارة، وتحطيم أعتى الموانع المائية، وتجاوز حقول الألغام، والنصر على العدو مهما كان تجبره وجبروته وعتاده..

قادر على مواجهة الجوع والفقر والمرض.. قادر على مواجهة كل الصعاب، لكن الشيء الوحيد الذي لم يعرفه طوال حياته هو مواجهة حكومته التي أذاقته الهوان..

فإن بدت اليوم قدم أحمد عز في مصر أقوى وأرسخ من قدم أوباما في أمريكا، فالتاريخ يثبت أن من يحملون الأحذية من المنافقين والمتزلفين والمتسلقين مصيرهم إلى زوال، و"الجزمة" التي يحملونها بأيديهم ستقع على رؤوسهم في يوم من الأيام..


أما أصحاب الأحذية الأنيقة، والمرسِّخون للعبودية لمن حولهم، فلن يكون مصيرهم بأفضل من سابقيهم من الفراعنة المتجبرين.. وسيأتي اليوم الذي يرحلون فيه عن مصر وشعبها الأصيل غير مأسوف عليهم مضروبين بالـ.....

منقول من موقع بص و طل