29 April 2008

أخناتون


" سلام عليك أيها الفرعون العظيم ".
ابتسم أخناتون و هو يشير لكبير النحاتين مرى- أتون أن يقترب .
" أنت تعرف قدر امتناني لما أضفيت على فن التصوير في الفترة الأخيرة
من شبه للواقع القريب من جموع البشر .
و ها أنذا أكلفك بمهمة أصعب .
أريدك أن تصمم لى تمثالاً يعلن للناس عن إتحاد قوة الذكر و الأنثى فيّ .

أريدهم أن يتذكروا العنصرين في وجودهم الواحد .
فإن تذكر الرجل أن إيزيس / حتحور هى نصف قلبه الآخر فسيتراجع العنف ليفسح مطرحا للرحمة .
و إن تذكرت المرأة أوزيريس / حورس داخلها لقامت أعمدة العالم على كتفيها .

بدا على مرى- أتون التردد لوهلة ثم قال :
" لكن أيها الفرعون العظيم
سيسيء العامة فهمك لو صورتك بثدى أنثى و خصر نحيل بأفخاد مستديرة و ردفين !!" .

علت ضحكة ملكية تبعها أخناتون بقوله :
" أى صاحبي .. لن يفهم العامة إلا ما فى رؤوسهم .
و سيبقى السر المقدس حكرا على من يريد الخفى الواحد
تقريبهم منه " .

******
منقول من .. رواية ( ن ) بقلم .. سحر الموجي