تدور أحداث الرواية خلال أربعون يوماً – هي تلك الفترة التي قضاها الراهب هيبا في كتابة كل ما مر به خلال سنوات عمره الأربعون – التي قضاها هيبا في خلوته بصومعته في احدى الأديرة التي عاش بها سنوات من عمره قبل ان يقرر الرحيل عن هذا الدير تاركاً خلفة تلك الأوراق التي اقنعه عزازيل ( الشيطان ) بكتابتها ووضعها في صندوق ووضعها أسفل الحجارة الكبيرة التي توجد عن بوابة الدير تاركاً معها كل الصراعات التى يعاني منها و أوهامه و التناقضات التي شاهدها طوال حياته ، راحلاً إلي مكان لم يحدده المؤلف حيث النهاية مفتوحة .
بدأ هيبا الراهب المسيحي في تدوين حياته منذ الطفولة و نشأته في صعيد مصر لأب وثني ما زال يعبد الإله خنوم أحد ألهة الفراعنة و أمه المعتنقة للمسيحية ثم يموت أباه أمام عينيه .. تقتله إحدى الجماعات المسيحية المتشددة نتيجة لوشاية من أم هيبا .. يعيش مع عمه المريض الذي يشجعه على طلب العلم و الالتحاق بالكنيسة ليصير راهباً و السفر إلى الأسكندرية طلباً للعلم ليصير طبيباً ليشفى المرضي .
يسافر إلى الأسكندرية تلقاه (اوكتافيا) تلك الخادمة الوثنية لأحد التجار الأغنياء بالبلدة .. أوكتافيا تكبره بخمسة أعوام .. لا تعرف انه راهب مسيحي .. تعشقه و تحبه لأقصي الحدود ..يعيش معها هيبا بضعة أيام لا ينساها هيبا رغم مرور السنوات .. و يصفها دوماً بالطاهرة بالرغم من أنه وقع معها في الخطيئة .. تطرده من حياتها حينما تكتشف هويته كراهب مسيحي .
يحضر احدى دروس العلم التي تلقيها العالمة الفيلسوفة (هيباتيا) و التي اشتق اسمه من اسمها .. فيبهر بها و بعلمها و لكنه لا يستطيع أن يعود لدروسها مرة اخرى لأن الكنيسة تحرم علوم الفلسفة و باقي العلوم و هذا حوار بين هيبا و كيرلس :
- و ما هي يا صاحب القداسة ، العلوم التي لا نفع لها . حتى أعرفها ، و أحرص على الإبتعاد عنها ؟
- هي أيها الراهب ، خزعبلات المهرطقين و أوهام المشتغلين بالفلك و الرياضيات و السحر .... إن كنت تريد تاريخاً ؟ إليك التوراة و سفر الملوك . أو تريد بلاغة ؟ إليك سفر الأنبياء . أو تريد شعراً ؟ إليك المزامير . و إن أردت الفلك و القانون و الأخلاق ، فإليك قانون الرب المجيد .
لهذا لم يستطيع هيبا حضور دروس العالمة هيباتيا لانها وثنية و لان تلك العلوم محرمة و ضد الشريعة المسيحية ، و لكن الأمور لا تستقر على هذا و لم يمكث هيبا بالاسكندرية طويلاً حيث خرج هائماً على وجهة يوم خرج الرهبان و القساوسة للإنتقام و قتل العالمة هيباتيا أمام عيني هيبا الذي كان مذهولاً مما يحدث أمامه و قد كان مشهد قتلها و تعذيبها و حرقها بالنار مشهد مروعاً .
" اهتزت الجموع مهتاجة تردد: "بعون السماء سوف نطهر أرض الرب من الوثنيين"، واندفع الجميع في حالة هياج مجنون إلى خارج الكنيسة يقصدون "الكافرة" هيباتيا، يقودهم من يسمى بطرس، ولحقوا بها في عربتها، والتفوا حولها وهم يصرخون بهتافهم متوعدين "الكافرة"، أطلت هيباتيا برأسها الملكي من شباك العربة .. كانت عينها فزعة مما تراه حولها، تعقد حاجباها ، وكادت تقول شيئًا لولا أن بطرس زعق فيها : "جئناك يا عاهرة يا عدوة الرب"، وجذبها بطرس وألقاها على الأرض قائلا: "باسم الرب سوف نطهر أرض الرب "
.. و من أكثر الجمل التي قالها هيبا و أعجبتني كثيراُ :
" إن قتل الناس باسم الدين ، لا يجعله ديناً "
أحداث كثيرة تمر بالراهب هيبا أثناء ترحاله من الأسكندرية متجها إلي اورشاليم ( القدس ) عابراً شمال الدلتا ثم سيناء حتى يصل إلي القدس و يمكث هناك عدة أعوام يتعلم و يحاول الوصول إلى أصول الديانة و الاستقرار النفسي محاولاً التخلص أو نسيان طفولته و تلك الفترة التي عاشها في الأسكندرية حتى يقابل الراهب ( نسطور ) الذي يحبه و يشعر معه بالحب الأبوي و يتقرب منه تلك الفترة التي جائها نسطور للحج بالقدس و يحاول اخراج ما بداخله من شكوك نحو العقيدة .. و ينصحه الأب نسطور بالذهاب و العيش في الدير الذي يكتب به هيبا مذكراته الآن حيث الهدوء و السكينة و حيث يشتهر هيبا كطبيب و شاعر أيضا و تمر سنوات كثيرة عليه في هذا الدير حتى تأتي ( مرتا ) تلك الفتاة غير العذراء في سن العشرين و التي تعشقه و يعشقها و التي تقيم مع قريبة لها عجور بكوخ بجوار الدير .. و يدخل الراهب في صراعات نفسية جديدة بين حياته كراهب و بين حبه لمرتا و بين ما يحدث لصديقه نسطور الذى اصبح أسقف انطاكيه و بين الأسقف كيرلس و المجمع الكنسي بالاسكندرية و الصراعات الطاحنة بين الكنائس الكبري و ماهية العقيدة المسيحية و هل المسيح هو الرب أم هو الصورة البشرية التي تجلي فيها الرب و انه كلمة الله و هل مريم أم الإله أم هي إنسانة انجبت من رحمها الطاهر بمعجزة إلهية و صار إبتها من بعد ذلك مجلى للإله و مخلطاً للإنسان .. كل تلك الصراعات أطاحت بهيبا الذي وقع مريضاً غائباً عن الوعي في حمى استمرت 20 يوماً .. في تلك الفترة ظهر عزازيل جلياً لهيبا و دارت بينهم حوارات كثيرة منها ما يأتي :
ثم سألني عزازيل :
- هل خلق الله الإنسان أم العكس ؟
- ماذا تقصد ؟
- يا هيبا ، الإنسان في كل عصر يخلق إلهاً له على هواه ، فإلهه دوماً رؤاه و أحلامه المستحيلة ، و مناه .
- كُفّ عن هذا الكلام ، فأنت تعرف مكانك من الله ، فلا تذكره .
- أنا مذكور يا هيبا ، ما دام هو مذكور ... ان الله محتجب في ذات الإنسان ، و الإنسان عاجز عن الغوص لإدراكه و لما ظن البعض في الزمن القديم ، أنهم رسموا صورة للإله الكامل ، ثم أدركوا أن الشر أصيل في العالم و موجود دوماً ، أوجدوني لتبريره .
سألت عزازيل عن المعنى الواحد لأسمائه الكثيرة ، فقال : النقيض .
عزازيل نقيض الله المألوه ..
- لكنك يا عزازيل ، سبب الشر في العالم .
- يا هيبا كن عاقلاً ، أنا مبرر الشرور .. هي التي تسببني
أنا يا هيبا أنت ، و أنا هم .. تراني حاضراً حيثما أردت ، أو أرادو . فأنا حاضر دوماً لرفع الوزر ، و دفع الإصر ، و تبرئة كل مُدان . أنا الإرادة و المريد و المراد ، و أنا خادم العباد ، و مثير العباد إلى مطاردة خيوط أوهامهم .
بعدما يخرج هيبا من فترة مرضه يجد أن مرتا التي أحبها قد سافرت إلي بلده أخري تاركة رسالة له بأنها كانت مضطرة .. لا ينقطع عزازيل عن ظهوره لهيبا حتى بعد شفاءه من الحمى .. تمنى هيبا أن يموت ليتخلص من هذا العذاب الذي يعانيه .. لكن عزازيل يقنعه ان موته ليس الحل .. و يدفعه عزازيل ان يدون كل ما بداخله من أفكار و صراعات و كل ما مر به طوال سنوات عمره قائلاً ان الذي يكتب لا يموت أبداً .. يقرر هيبا الخلوة بصومعته أربعين يوماً حتى ينتهي من كتاباته ثم يترك الدير بعد ذلك إلى مكان غير معلوم .
اضغط هنا لتحميل رواية عزازيل
بدأ هيبا الراهب المسيحي في تدوين حياته منذ الطفولة و نشأته في صعيد مصر لأب وثني ما زال يعبد الإله خنوم أحد ألهة الفراعنة و أمه المعتنقة للمسيحية ثم يموت أباه أمام عينيه .. تقتله إحدى الجماعات المسيحية المتشددة نتيجة لوشاية من أم هيبا .. يعيش مع عمه المريض الذي يشجعه على طلب العلم و الالتحاق بالكنيسة ليصير راهباً و السفر إلى الأسكندرية طلباً للعلم ليصير طبيباً ليشفى المرضي .
يسافر إلى الأسكندرية تلقاه (اوكتافيا) تلك الخادمة الوثنية لأحد التجار الأغنياء بالبلدة .. أوكتافيا تكبره بخمسة أعوام .. لا تعرف انه راهب مسيحي .. تعشقه و تحبه لأقصي الحدود ..يعيش معها هيبا بضعة أيام لا ينساها هيبا رغم مرور السنوات .. و يصفها دوماً بالطاهرة بالرغم من أنه وقع معها في الخطيئة .. تطرده من حياتها حينما تكتشف هويته كراهب مسيحي .
يحضر احدى دروس العلم التي تلقيها العالمة الفيلسوفة (هيباتيا) و التي اشتق اسمه من اسمها .. فيبهر بها و بعلمها و لكنه لا يستطيع أن يعود لدروسها مرة اخرى لأن الكنيسة تحرم علوم الفلسفة و باقي العلوم و هذا حوار بين هيبا و كيرلس :
- و ما هي يا صاحب القداسة ، العلوم التي لا نفع لها . حتى أعرفها ، و أحرص على الإبتعاد عنها ؟
- هي أيها الراهب ، خزعبلات المهرطقين و أوهام المشتغلين بالفلك و الرياضيات و السحر .... إن كنت تريد تاريخاً ؟ إليك التوراة و سفر الملوك . أو تريد بلاغة ؟ إليك سفر الأنبياء . أو تريد شعراً ؟ إليك المزامير . و إن أردت الفلك و القانون و الأخلاق ، فإليك قانون الرب المجيد .
لهذا لم يستطيع هيبا حضور دروس العالمة هيباتيا لانها وثنية و لان تلك العلوم محرمة و ضد الشريعة المسيحية ، و لكن الأمور لا تستقر على هذا و لم يمكث هيبا بالاسكندرية طويلاً حيث خرج هائماً على وجهة يوم خرج الرهبان و القساوسة للإنتقام و قتل العالمة هيباتيا أمام عيني هيبا الذي كان مذهولاً مما يحدث أمامه و قد كان مشهد قتلها و تعذيبها و حرقها بالنار مشهد مروعاً .
" اهتزت الجموع مهتاجة تردد: "بعون السماء سوف نطهر أرض الرب من الوثنيين"، واندفع الجميع في حالة هياج مجنون إلى خارج الكنيسة يقصدون "الكافرة" هيباتيا، يقودهم من يسمى بطرس، ولحقوا بها في عربتها، والتفوا حولها وهم يصرخون بهتافهم متوعدين "الكافرة"، أطلت هيباتيا برأسها الملكي من شباك العربة .. كانت عينها فزعة مما تراه حولها، تعقد حاجباها ، وكادت تقول شيئًا لولا أن بطرس زعق فيها : "جئناك يا عاهرة يا عدوة الرب"، وجذبها بطرس وألقاها على الأرض قائلا: "باسم الرب سوف نطهر أرض الرب "
.. و من أكثر الجمل التي قالها هيبا و أعجبتني كثيراُ :
" إن قتل الناس باسم الدين ، لا يجعله ديناً "
أحداث كثيرة تمر بالراهب هيبا أثناء ترحاله من الأسكندرية متجها إلي اورشاليم ( القدس ) عابراً شمال الدلتا ثم سيناء حتى يصل إلي القدس و يمكث هناك عدة أعوام يتعلم و يحاول الوصول إلى أصول الديانة و الاستقرار النفسي محاولاً التخلص أو نسيان طفولته و تلك الفترة التي عاشها في الأسكندرية حتى يقابل الراهب ( نسطور ) الذي يحبه و يشعر معه بالحب الأبوي و يتقرب منه تلك الفترة التي جائها نسطور للحج بالقدس و يحاول اخراج ما بداخله من شكوك نحو العقيدة .. و ينصحه الأب نسطور بالذهاب و العيش في الدير الذي يكتب به هيبا مذكراته الآن حيث الهدوء و السكينة و حيث يشتهر هيبا كطبيب و شاعر أيضا و تمر سنوات كثيرة عليه في هذا الدير حتى تأتي ( مرتا ) تلك الفتاة غير العذراء في سن العشرين و التي تعشقه و يعشقها و التي تقيم مع قريبة لها عجور بكوخ بجوار الدير .. و يدخل الراهب في صراعات نفسية جديدة بين حياته كراهب و بين حبه لمرتا و بين ما يحدث لصديقه نسطور الذى اصبح أسقف انطاكيه و بين الأسقف كيرلس و المجمع الكنسي بالاسكندرية و الصراعات الطاحنة بين الكنائس الكبري و ماهية العقيدة المسيحية و هل المسيح هو الرب أم هو الصورة البشرية التي تجلي فيها الرب و انه كلمة الله و هل مريم أم الإله أم هي إنسانة انجبت من رحمها الطاهر بمعجزة إلهية و صار إبتها من بعد ذلك مجلى للإله و مخلطاً للإنسان .. كل تلك الصراعات أطاحت بهيبا الذي وقع مريضاً غائباً عن الوعي في حمى استمرت 20 يوماً .. في تلك الفترة ظهر عزازيل جلياً لهيبا و دارت بينهم حوارات كثيرة منها ما يأتي :
ثم سألني عزازيل :
- هل خلق الله الإنسان أم العكس ؟
- ماذا تقصد ؟
- يا هيبا ، الإنسان في كل عصر يخلق إلهاً له على هواه ، فإلهه دوماً رؤاه و أحلامه المستحيلة ، و مناه .
- كُفّ عن هذا الكلام ، فأنت تعرف مكانك من الله ، فلا تذكره .
- أنا مذكور يا هيبا ، ما دام هو مذكور ... ان الله محتجب في ذات الإنسان ، و الإنسان عاجز عن الغوص لإدراكه و لما ظن البعض في الزمن القديم ، أنهم رسموا صورة للإله الكامل ، ثم أدركوا أن الشر أصيل في العالم و موجود دوماً ، أوجدوني لتبريره .
سألت عزازيل عن المعنى الواحد لأسمائه الكثيرة ، فقال : النقيض .
عزازيل نقيض الله المألوه ..
- لكنك يا عزازيل ، سبب الشر في العالم .
- يا هيبا كن عاقلاً ، أنا مبرر الشرور .. هي التي تسببني
أنا يا هيبا أنت ، و أنا هم .. تراني حاضراً حيثما أردت ، أو أرادو . فأنا حاضر دوماً لرفع الوزر ، و دفع الإصر ، و تبرئة كل مُدان . أنا الإرادة و المريد و المراد ، و أنا خادم العباد ، و مثير العباد إلى مطاردة خيوط أوهامهم .
بعدما يخرج هيبا من فترة مرضه يجد أن مرتا التي أحبها قد سافرت إلي بلده أخري تاركة رسالة له بأنها كانت مضطرة .. لا ينقطع عزازيل عن ظهوره لهيبا حتى بعد شفاءه من الحمى .. تمنى هيبا أن يموت ليتخلص من هذا العذاب الذي يعانيه .. لكن عزازيل يقنعه ان موته ليس الحل .. و يدفعه عزازيل ان يدون كل ما بداخله من أفكار و صراعات و كل ما مر به طوال سنوات عمره قائلاً ان الذي يكتب لا يموت أبداً .. يقرر هيبا الخلوة بصومعته أربعين يوماً حتى ينتهي من كتاباته ثم يترك الدير بعد ذلك إلى مكان غير معلوم .
اضغط هنا لتحميل رواية عزازيل