09 March 2010

في الهروب حياة


أكثرنا يظن و مقتنع بأن الهروب ليس حلاً .. فهو ضعف .. انكسار ربما .. أو سبيل للتبرير .. لكننى فكرت فى حياة تكون موجودة بعد الهروب .. حياة نجد فيها مخرجاً و سبيل بالهروب .. و نكون حصلنا على قدر من ذاتنا و طابعنا .. و جدتنى اقول لنفسى

اهـــــــــرب

إذا كان فى هروبك حياة جديدة لكبريائك ، وكرامتك التى أهدرت تحت مسميات الحب والحنين والغيرة ومصطلحات أخرى مزخرفة لا إنتهاء لها

اهـــــــــرب

إذا شعرت بأن الحزن بدأ ينسج خيوطه حول قلبك النقي
ويخنق بقايا الفرح فيك وبأنهم أصبحوا مصدرا عظيما
لهذا الحزن ..

اهـــــــــرب

إذا شعرت بأن احساسك تجاههم غباء وخيالك بهم غباء ولهفتك عليهم غباء لا يفوقه غباء وبأنك بدأت تتحول مع الوقت الى مهرج مضحك ..

اهـــــــــرب

إذا شعرت بأن الطريق المؤدى إليهم بدأ يشعر بك وبأن الأرض التي تقف عليها أمامهم بدأت تشعر بك وبأن الجدران المحيطة بك معهم بدأت تشعر بك ومازالوا هم في طور اللاشعور بك ..

اهـــــــــرب

إذا شعرت أن المنطق يرفض إحساسك وبأن قيمك ترفض إحساسك وبأن نقاءك يرفض إحساسك وبأن إحساسك يرفض نفسه ..


اهـــــــــرب

إذا أكسبوك عادات الحزن وفتحوا قابليتك للألم ودربوك على الحزن والإنكسار وعلموك البكاء بلا انتهاء ..

اهـــــــــرب

إذا شعرت بأنك فجرت ينابيع الغرور في داخلهم وبأنك ضخمتهم حد الانفجار وتقزمت أمامهم حد التلاشي فأصبحوا أضخم من أن يروك أمامهم وأصبحت أصغر من أن تراهم ..

اهـــــــــرب

إذا لاحظت أنك بدأت تتلوث كي تصل إليهم وبدأت لا تشبه نفسك كي ترضيهم وبدأت ترقص فوق النار كي تبهرهم وبدأت تخون كي تلفت انتباههم ..

اهـــــــــرب

إذا أصبح ليلك في بعدهم نارا عظيمة وأصبح يومك معهم نارا أعظم وأصبحت تضاريس وقتك وسويعاته معاناة لا تنتهي ..

اهـــــــــرب

إذا اكتشفت أن شيئا ما في داخلك بدأ أن يموت وأن شيئا ما فيك بدأ يذبل كالورد المقطوف وإنك بدأت تنتهي كالسراب في آخر الطريق ..

اهـــــــــرب
إذا لاحظتهم يتلذذون بإذلالك ويتعمدون نكرانك ويقفزون فوق رفات حلمك الجميل بهم وكأنهم أصدروا حكما خفيا بإعدامك ..

اهـــــــــرب

إذا لمحت أثار البكاء عليهم فوق وسادتك أو شعرت بسمهم يسرى في عروق قلبك أو اكتشف خنجرهم الغادر في ظهرك المطمئن لهم ..

اهـــــــــرب

إذا سمعتهم يتهامسون بما ليس فيك ويلصقون بك من التهم ما لا تعلم ويقذفونك بالباطل ويرمون براءتك بذنب الذئب ..

اهـــــــــرب

إذا أصبح إحساسك فانوسا مشتعلا في عينيك وأصبح صوتك المرتعش لا يعبر عنك وأصبح صمتك المصطنع لا يسترك..

اهـــــــــرب

إذا طال انتظارك فوق محطات صراعهم ولمحت قطارات أيامك
تفر أمامك كالجواد الغاضب وشعرت بأن لا شيء بقى معك سوى ظلك المنطفئ ..

اهـــــــــرب

إذا شعرت بأنهم بدؤوا يسيئون فهمك ويمزقون تاريخك
ويشوهون عراقة إحساسك ويطفئون مصابيح طريقك إليهم..

اهـــــــــرب

إذا شعرت بان نفسك لا تستحق منك كل هذا الشقاء
وبأنهم لا يستحقون منك كل هذا الإحساس ..


و إذا شعرت بهذه الأسباب .. فليس هناك أوجب عليك إلا أن ...
تهـــــــــرب

****
كتبها .. محمد الديب






No comments:

Post a Comment