10 May 2009

رواية عزازيل

تدور أحداث الرواية خلال أربعون يوماً – هي تلك الفترة التي قضاها الراهب هيبا في كتابة كل ما مر به خلال سنوات عمره الأربعون – التي قضاها هيبا في خلوته بصومعته في احدى الأديرة التي عاش بها سنوات من عمره قبل ان يقرر الرحيل عن هذا الدير تاركاً خلفة تلك الأوراق التي اقنعه عزازيل ( الشيطان ) بكتابتها ووضعها في صندوق ووضعها أسفل الحجارة الكبيرة التي توجد عن بوابة الدير تاركاً معها كل الصراعات التى يعاني منها و أوهامه و التناقضات التي شاهدها طوال حياته ، راحلاً إلي مكان لم يحدده المؤلف حيث النهاية مفتوحة .

بدأ هيبا الراهب المسيحي في تدوين حياته منذ الطفولة و نشأته في صعيد مصر لأب وثني ما زال يعبد الإله خنوم أحد ألهة الفراعنة و أمه المعتنقة للمسيحية ثم يموت أباه أمام عينيه .. تقتله إحدى الجماعات المسيحية المتشددة نتيجة لوشاية من أم هيبا .. يعيش مع عمه المريض الذي يشجعه على طلب العلم و الالتحاق بالكنيسة ليصير راهباً و السفر إلى الأسكندرية طلباً للعلم ليصير طبيباً ليشفى المرضي .

يسافر إلى الأسكندرية تلقاه (اوكتافيا) تلك الخادمة الوثنية لأحد التجار الأغنياء بالبلدة .. أوكتافيا تكبره بخمسة أعوام .. لا تعرف انه راهب مسيحي .. تعشقه و تحبه لأقصي الحدود ..يعيش معها هيبا بضعة أيام لا ينساها هيبا رغم مرور السنوات .. و يصفها دوماً بالطاهرة بالرغم من أنه وقع معها في الخطيئة .. تطرده من حياتها حينما تكتشف هويته كراهب مسيحي .

يحضر احدى دروس العلم التي تلقيها العالمة الفيلسوفة (هيباتيا) و التي اشتق اسمه من اسمها .. فيبهر بها و بعلمها و لكنه لا يستطيع أن يعود لدروسها مرة اخرى لأن الكنيسة تحرم علوم الفلسفة و باقي العلوم و هذا حوار بين هيبا و كيرلس :

- و ما هي يا صاحب القداسة ، العلوم التي لا نفع لها . حتى أعرفها ، و أحرص على الإبتعاد عنها ؟
- هي أيها الراهب ، خزعبلات المهرطقين و أوهام المشتغلين بالفلك و الرياضيات و السحر .... إن كنت تريد تاريخاً ؟ إليك التوراة و سفر الملوك . أو تريد بلاغة ؟ إليك سفر الأنبياء . أو تريد شعراً ؟ إليك المزامير . و إن أردت الفلك و القانون و الأخلاق ، فإليك قانون الرب المجيد .

لهذا لم يستطيع هيبا حضور دروس العالمة هيباتيا لانها وثنية و لان تلك العلوم محرمة و ضد الشريعة المسيحية ، و لكن الأمور لا تستقر على هذا و لم يمكث هيبا بالاسكندرية طويلاً حيث خرج هائماً على وجهة يوم خرج الرهبان و القساوسة للإنتقام و قتل العالمة هيباتيا أمام عيني هيبا الذي كان مذهولاً مما يحدث أمامه و قد كان مشهد قتلها و تعذيبها و حرقها بالنار مشهد مروعاً .

" اهتزت الجموع مهتاجة تردد: "بعون السماء سوف نطهر أرض الرب من الوثنيين"، واندفع الجميع في حالة هياج مجنون إلى خارج الكنيسة يقصدون "الكافرة" هيباتيا، يقودهم من يسمى بطرس، ولحقوا بها في عربتها، والتفوا حولها وهم يصرخون بهتافهم متوعدين "الكافرة"، أطلت هيباتيا برأسها الملكي من شباك العربة .. كانت عينها فزعة مما تراه حولها، تعقد حاجباها ، وكادت تقول شيئًا لولا أن بطرس زعق فيها : "جئناك يا عاهرة يا عدوة الرب"، وجذبها بطرس وألقاها على الأرض قائلا: "باسم الرب سوف نطهر أرض الرب "

.. و من أكثر الجمل التي قالها هيبا و أعجبتني كثيراُ :

" إن قتل الناس باسم الدين ، لا يجعله ديناً "

أحداث كثيرة تمر بالراهب هيبا أثناء ترحاله من الأسكندرية متجها إلي اورشاليم ( القدس ) عابراً شمال الدلتا ثم سيناء حتى يصل إلي القدس و يمكث هناك عدة أعوام يتعلم و يحاول الوصول إلى أصول الديانة و الاستقرار النفسي محاولاً التخلص أو نسيان طفولته و تلك الفترة التي عاشها في الأسكندرية حتى يقابل الراهب ( نسطور ) الذي يحبه و يشعر معه بالحب الأبوي و يتقرب منه تلك الفترة التي جائها نسطور للحج بالقدس و يحاول اخراج ما بداخله من شكوك نحو العقيدة .. و ينصحه الأب نسطور بالذهاب و العيش في الدير الذي يكتب به هيبا مذكراته الآن حيث الهدوء و السكينة و حيث يشتهر هيبا كطبيب و شاعر أيضا و تمر سنوات كثيرة عليه في هذا الدير حتى تأتي ( مرتا ) تلك الفتاة غير العذراء في سن العشرين و التي تعشقه و يعشقها و التي تقيم مع قريبة لها عجور بكوخ بجوار الدير .. و يدخل الراهب في صراعات نفسية جديدة بين حياته كراهب و بين حبه لمرتا و بين ما يحدث لصديقه نسطور الذى اصبح أسقف انطاكيه و بين الأسقف كيرلس و المجمع الكنسي بالاسكندرية و الصراعات الطاحنة بين الكنائس الكبري و ماهية العقيدة المسيحية و هل المسيح هو الرب أم هو الصورة البشرية التي تجلي فيها الرب و انه كلمة الله و هل مريم أم الإله أم هي إنسانة انجبت من رحمها الطاهر بمعجزة إلهية و صار إبتها من بعد ذلك مجلى للإله و مخلطاً للإنسان .. كل تلك الصراعات أطاحت بهيبا الذي وقع مريضاً غائباً عن الوعي في حمى استمرت 20 يوماً .. في تلك الفترة ظهر عزازيل جلياً لهيبا و دارت بينهم حوارات كثيرة منها ما يأتي :

ثم سألني عزازيل :
- هل خلق الله الإنسان أم العكس ؟
- ماذا تقصد ؟
- يا هيبا ، الإنسان في كل عصر يخلق إلهاً له على هواه ، فإلهه دوماً رؤاه و أحلامه المستحيلة ، و مناه .
- كُفّ عن هذا الكلام ، فأنت تعرف مكانك من الله ، فلا تذكره .
- أنا مذكور يا هيبا ، ما دام هو مذكور ... ان الله محتجب في ذات الإنسان ، و الإنسان عاجز عن الغوص لإدراكه و لما ظن البعض في الزمن القديم ، أنهم رسموا صورة للإله الكامل ، ثم أدركوا أن الشر أصيل في العالم و موجود دوماً ، أوجدوني لتبريره .

سألت عزازيل عن المعنى الواحد لأسمائه الكثيرة ، فقال : النقيض .
عزازيل نقيض الله المألوه ..

- لكنك يا عزازيل ، سبب الشر في العالم .
- يا هيبا كن عاقلاً ، أنا مبرر الشرور .. هي التي تسببني
أنا يا هيبا أنت ، و أنا هم .. تراني حاضراً حيثما أردت ، أو أرادو . فأنا حاضر دوماً لرفع الوزر ، و دفع الإصر ، و تبرئة كل مُدان . أنا الإرادة و المريد و المراد ، و أنا خادم العباد ، و مثير العباد إلى مطاردة خيوط أوهامهم .

بعدما يخرج هيبا من فترة مرضه يجد أن مرتا التي أحبها قد سافرت إلي بلده أخري تاركة رسالة له بأنها كانت مضطرة .. لا ينقطع عزازيل عن ظهوره لهيبا حتى بعد شفاءه من الحمى .. تمنى هيبا أن يموت ليتخلص من هذا العذاب الذي يعانيه .. لكن عزازيل يقنعه ان موته ليس الحل .. و يدفعه عزازيل ان يدون كل ما بداخله من أفكار و صراعات و كل ما مر به طوال سنوات عمره قائلاً ان الذي يكتب لا يموت أبداً .. يقرر هيبا الخلوة بصومعته أربعين يوماً حتى ينتهي من كتاباته ثم يترك الدير بعد ذلك إلى مكان غير معلوم .


اضغط هنا لتحميل رواية عزازيل

02 March 2009

البت باتعه

البت باتعه .. بنت زيد عبد الصبور
اللي أمها يوم عرسها
كان عفشها .. حلّة وبابور
ومعاه كمان صندوق خشب
كان أصله سحارة صابون
فيه بنستين والمكحلة
ومراية والفلاية والملقاط
وحجر وليفة ومبخره
وقزازة كان فيها البخور
وجوز صحون
ومنٍخُلين ..
والطشت والقروانه والغربال ..
ومقشّه ليف ...
ومقشتين عرجون
وزير وزلعة وقلتين وماجور
وحصيره من سوق التلات
ولحاف بإيدها منجداه
ومخدتين
والوش كان دمُّور


في الانفتاح
علي رأي صاحبي والانبطاح
وفتحنا مصر سداح مداح
ونسينا حي علي الكفاح
والشعب محكوم بالسلاح
اتلخبطت كل الأمور
وقيم كتير
وعادات كتير اتغيرت
من ضمنها غًلو المهور


البنت دي
بنت أم باتعه
مش عاجبه حد في مشيها
إكمنًّها .. مشيت طريقها لوحدها
والأسرة غابت عنًّها
مشغولة عنها بعبئها
سايبينها هيًّ وشأنها
وإكمنًّها مستهدفه
الأجنبي ومعاه غبي
فكّر لها
قال أولا:
ترفض معيشة أهلها
ترفض أوامر ربها
ترمي الحياء والانتماء ورا ضهرها
تقطع جدورها بنفسها


أوعز لها
إزاي حتعرض لحمها
وتبان مفاتن جسمها
من ضفرها .. لأعلي خصله ف شعرها
عمل الصالات .. تعرض موضات
والاعلانات .. ماليه الشاشات
بالشنبوهات والتسريحات
وحاجات كتير فرحت بها
تاهت ونسيت نفسها
وتكلًّمك ربع الكلام بالأجنبي
وتقول هالو ...
بنت أم باتعه تقول هالو
مرسيه يا شوشو وثانك يو
ولكَمٍ يا توتو وياللا جو
وكبار شيوخ المسلمين
ما عرفش ليه مًتلجًّمين
والمسئولين... فتحوا الببان علي وًسعها

قام قال سلامة ألمًّها
يمكن تغيّر فكرها
ترجع لدينها و ربها
وتعيش حياتها بحلوها و بمرها

راح لـ أمها ...
يخطبها منها وقال لها
بصراحه بنتك ..
عاوزه حد يلمّها
وأنا قدّها
قالت : وماله
البنت يلزمها الجواز
شخشخ جيوبك .. واشتري ياللا الجهاز
قال : اطلبي ...
قالت : تجهز شقه .. قد أربع إوض
أحسن نابوليا في البلد
وتجيبها من دمياط
وتجيب نجف من غير عدد
والمكنسة بشفاط
والدِش قبل الدٌش
والفيديو والبوتاجاز
وتجيب لها تلاجة ستاشر قدم
وتجيب لها قبل الجواز ...
الفرو والمحمول
وتجيب لها غسالة فول
أنا قصدي فول توماتيك
شقتها كاملة ..
زي أي بوتيك

وتجيب لها قبل الجهاز
الشبكة طقم من الدهب
أنا مش حاقولك ألماظ
وتجيب لها فستان زفاف
من غير كمام من غير كتاف
علشان يبين صدرها
وتبان مفاتن جسمها
وتجيب غوازي تزفها
واللي اسمه إيه شهر العسل
في الشرم واللا الغردقة
وبلاش أمور البعزقة
آدي مطلبي
إن كنت قادر مهرها
قرَّب لها
أنا مش حاميّل بختها ..

قال : يا ام باتعه حاجيب منين
أنا لاني راجل مرتشي
ولا أحب أجيب بالدّين
ولا أرضي بالتقسيط ..
الطاق بيبقي طاقين
ويكتّبوني شيكات
أو أمضي علي ايصالات
علي إنها امانات
وحكاية مش هيّ
لو بس فات شهرين
مادفعتلوش قسطين
بدل المحامي اتنين
حايجيب له رفض الشيك
ومصيبه وقضيه
ومش حاقولك عالقرف
وحاجات مخلًّه بالشرف
اما البوليس والمحكمه
حابقي ف نظرهم منحرف
وباكسر القوانين

شوفي يا ام باتعه
أنا عندي شقه محندقه
معقوله ماهش ضيقه
فيها يادوب أوضتين
وعملت جمعيه
مع ناس أماره زيكم
وقبضتها ألفين
وادي اللي عندي وقلتلك بصراحه
وبإذن واحد أحد
ربًّك حايفرجها ..
وباتعه حتريَّحك .. وتعيش مرتاحه


قالت له: قم من هنا
قم فضها سيره
أنا احترمتك .. عشان الأهل والجيره
بتقولي الفين جنيه ؟!!
وانا اللي قال بافتكر ..
باتعه حاتخد بيه
حافظ علي كلمتك يا اهبل ..
وخلًّيك زوق
دي باتعه طول عمرها
دايما تبص لفوق
لاحمر ولاخضر
وشي محزَّق وبنطلونات
والشعر فوق كتفها سايح
وفي الكوافير
مش كل طير يندبح
خد دش وانت تفوق
وتفوق لنفسك
وتتكلم كلام موزون
وفرضنا انت اللي عاقل
والمستمع مجنون !

ألفين جنيه للغوازي واللا للمأذون ؟!!
فيه ناس كتير زيكم مش عايشة في الدنيا.
مابتسمعوش الرداوي .. واللا تلفزيون ؟!!
شفت اللي بيقدمه الحاج متولي ؟!!
الشقه بالعفش كامله..
وفلوس كتير في البنك
كتبه لعروسته ..
دَا غير اللبس والمصاريف
شايفاه بعيني
ولا واحد غريب قالًّلي
كل المسلسل تابعته دقيقه بدقيقه
والحاج متولي إلاهي لم يشوف ضيقه
راجل صحيح مًقٍتًدًر
كل البنات عاوزاه
وباتعه بنتي ..
إلاهي يكون نصيبها معاه
مش جاي تقولي الشباب !!
أنا ناقصه هَمٍ تقيل

قال : يا ام باتعه اسمعيني
كل دا تمثيل
قالت له: ده قصر ديل
وبلاش كلام فاضي
الشعب راضي
مافيش غيرك عامل لي تقيل
ما تكونش ماهر يا شاطر
واسم أبوك عطار
والشاي علي النار
وقاعد لسَّه عالرمله
والحلوه تيجي تلاقيك
فارش لها المنديل !!
قال : يا ام باتعه
دي ناس بتوزع الأوهام
ساعدوا العدو بجهلهم
في الحرب عالإسلام
وأنا مش بالوم جهلهم
اللوم علي الإعلام

قالت : خلاصة الكلام
أنا بنتي مش من وقمكم
شوفولكو ناس علي قدًّكم
أنا بنتي حلوه مثقفه
حافظه الأغاني كلها.
أحدث شرايط عندها.
دي لما تلبس بنطلونها الجينز
كل الشباب تجري وتخطب ودّها
ونانسي عَجرم نفسها
ما تجيش في خصله ف شعرها
ولا تيجي ضفر ف رجلها
طب والنبي ...
لو شافها واحد أجنبي
ليجيب لها.
كل اللي ييجي ف نفسها .

*******
شعر: أمين الديب


07 January 2009

على باب سفارة كندا


على باب سفارة كندا
لمحت ابليس و ف ايده استمارة
بقوله على فين قالي بص
يا هجرة يا اعارة
يا عم انا كفرت و زهقت
ألاقيش معاك سيجارة

أنا انتهيت خلاص
لا نافع وسواس و لا خناس
و لا ليا عيش وسط الناس
دول عالم مجرمين
عندكوا فائض ف الفساد
ف كل البلاد
و مش محتاجين شياطين

مليش عيش ف البلد دي
بقالي سنين عاطل
و انتوا بتعرفوا تقلبوا الحق باطل
و تسلكوا القاتل
و تمشوا ف جنازة المقتول
و مفيش مشاكل

يا عم ده انا بقيت اوسوس بالمقلوب
و اقول للحرامي كفاية بقى توب
انت لوحدك هتعمل كل الذنوب
و انا ابليس اشتغل واعظ
و لا كمساري ف اتوبيس

يا عم دا انا زمان كنت استنى حد ينسى يسمي
و هو بياكل لقمته
دلوقتي كل اكلكوا ملوث
و بصراحة الواحد خايف على صحته
ده مفيش ضمير اساسا
علشان اموته
كل واحد بمزاجه خربانة زمته
يا عم دا كل حاجة اتسرقت
و كده الاجيال الجديدة من الحرامية
اتظلمت

يا راجل دا من كتر ما لطشت معايا
خرجت ف مظاهرة مع الناس اللى بتقول كفاية
و برضه مفيش فايدة !!


===========
كتبها .. على سلامة