12 December 2009

لتشفى من حالة عشقية


ليس ثمة موتى غير أولئك الذين نواريهم في مقبرة الذاكرة. اذن يمكننا بالنسيان, أن نشيع موتا من شئنا من الأحياء, فنستيقظ ذات صباح ونقرر أنهم ما عادوا هنا.

بامكاننا أن نلفق لهم ميتة في كتاب, أن نخترع لهم وفاة داهمة بسكتة قلمية مباغتة كحادث سير, مفجعة كحادثة غرق, ولا يعنينا ذكراهم لنبكيها, كما نبكي الموتى. نحتاج أن نتخلص من أشيائهم, من هداياهم, من رسائلهم, من تشابك ذاكرتنا بهم. نحتاج على وجه السرعة أن تلبس حدادهم بعض الوقت, ثم ننسى.

لتشفى من حالة عشقية, يلزمك رفاة حب, لا تمثالا لحبيب تواصل تلميعه بعد الفراق, مصرا على ذياك البريق الذي انخطفت به يوما. يلزمك قبر ورخام وشجاعة لدفن من كان أقرب الناس اليك.

أنت من يتأمل جثة حب في طور التعفن, لا تحتفظ بحب ميت في براد الذاكرة, أكتب , لمثل هذا خلقت الروايات.

كلمات أحلام مستغانمي .. من رواية عابر سرير





08 December 2009

يا عين ما تبكيش

يا عين ما تبكيش
على رخيص و لا غالي
دا الرخيص لو ضاع
ضياعه يحلا لي
و لو يروح الغالي
مهما كانت غلاوته
ما يغلاش على اللي
ما يغلا عليه
عزيز و لا غالي.

لجام المهر

لو مهر حر و شارد
ما تلجموش بلجام
العند و العبودية
المهر الحر اللي شارد
لجامه
الحب و الحرية.

ضلي ليه محني؟!

قلبي اللي بين ضلوعي
عمره ما ريحني
و عمري أهو في لحظة
عدى ما لمحني
و ناس كانوا ف حياتي
جروح تفتحلي
و حاجات حسبتها دوا
طلعت بتجرحني
و قمر يلقاني وحدي
بضيه يدبحني
و شموس طلعت ولا
قدرت تفرحني
و الضحكة لسه عايشة
على صورة تشبهنى
و الآهه جوا دايره
رياح بتشبحني
و تشيب الشرايين
و الوحدة تمدحني
يا ناس أنا لسه واقف
طب ضلي ليه محني ؟

كلمات جيهان الشعراوي .. من كتاب بنت مين فى مصر ؟

08 September 2009

غول السير الذاتية

قرأت بمجلة دبي الثقافية – عدد سبتمبر 2009 – مقالة اعجبتني كثيراً بعنوان ( غول السيرة ) قام بكتابتها الاستاذ / المنصف المزغني – شاعر و مدير بيت الشعر بتونس – يتحدث فيها عن حالة الكاتب العربي حينما يتناول سيرته الذاتية بالكتابة و ما يلقاه من المجتمع العربي كرد فعل تجاه الكاتب و سيرته المكتوبة .. و قد انهي المزغني مقالته قائلاً :

" السيرة الذاتية غول حقيقي يغتال كاتبه في المجتمع العربي ، و لكن السيرة الحقة في المجتمع الغربي غول يلتهم الكثير من القراء اللؤماء . "

و قد أفرد المزغني وجهة نظرة التي اتفق معه فيها تماماً ، بإعتبارى أحد هؤلاء الكتاب أو المدونين الذين انتهجوا السيرة الذاتية و تناولوا حياتهم الشخصية بالكتابة عنها .. و قد قمت بهذا هنا من خلال يومياتي في مدونة يوميات كريم .. و قد أوضح المزغني ذلك قائلاً :

" إذا أسقط كاتب سيرته في فخ القارىء الكريم فإنه لا ينجو في مجتمعنا العربي من التشهير ، فالقارىء الكريم لا يفهم الاعتراف بالذنب إلا باعتباره خطيئة أقر صاحبها كتابة و نصاً بأنه ارتكبها و يتحول القارىء إلى مفتٍ يفتي في الأخلاق و فقيه في حدود الدين الفاصلة ."

أضاف المزغني قائلاً :

" الكاتب العربي يكسر أقلاماً كثيرة و يمزق أوراقاً أكثر إذا فكر يوماً في أن يكتب سيرته الذاتية . إذا كتب ، هل ينجو من الاتهام و التهميش و تهشيم الأقلام و تحطيم الأحلام ؟ إذا حكى الكاتب عن علاقته بالله ، هل يسلم من تهمة التكفير و الزندقة ؟ إذا تحدث عن علاقته بالمرأة من خلال النساء اللواتي عرفهن ، هل ينجو من تهمة المس بشرف بنات الناس ؟ إذا عبر بوضوح عن آرائه السياسية ، هل يواصل التمتع بحقوقه الدنيا في الحياة الدنيا ؟ "

هذا هو موقف الكتاب و الأدباء الرجال ، فما بال النساء صاحبات الموقف الأضعف ؟

قال المزغني :

" كم من امرأة عربية كسرت أقلامها طواعية ، أو كسروا أقلامها و مزقوا أوراقها ، لأنها كتبت قصيدة عاطفية أو قصة ذات صلة بالجسد أو الدين أو السياسة . هناك أكثر من امرأة شاعرة ماتت بالسكتة الشعرية بعد الزواج مباشرة ، لأن أوراقها صارت موضوعاً صالحاً للتجسس و التأويل و المساءلة من قبل الزوج (و إذا كان متسامحاً ) فمن قبل المحيط العائلي (و إذا كان متسامحاً ) فمن قبل المجتمع (و إذا كان متسامحاً ) فمن قبل رجال الدين (و إذا كانوا متسامحين ) فمن قبل المتطرفين الذين لا يسمحون لنساء الأدب بممارسة حريتهن الإبداعية . "

و أنهى المزغني مقالته قائلا :

" إن السيرة الذاتية ليست غولاً إلا في مجتمع تضيق فيه هوامش الحرية ، كما أنها ليست ذات قيمة إذا لم تخبر عن جرح غائر مثل عمى طه حسين في ( الأيام ) أو عنف أبوي غادر كالذي عاشه محمد شكري صاحب ( الخبر الحافي ) . "




مجلة دبي الثقافية