قرأت بمجلة دبي الثقافية – عدد سبتمبر 2009 – مقالة اعجبتني كثيراً بعنوان ( غول السيرة ) قام بكتابتها الاستاذ / المنصف المزغني – شاعر و مدير بيت الشعر بتونس – يتحدث فيها عن حالة الكاتب العربي حينما يتناول سيرته الذاتية بالكتابة و ما يلقاه من المجتمع العربي كرد فعل تجاه الكاتب و سيرته المكتوبة .. و قد انهي المزغني مقالته قائلاً :
" السيرة الذاتية غول حقيقي يغتال كاتبه في المجتمع العربي ، و لكن السيرة الحقة في المجتمع الغربي غول يلتهم الكثير من القراء اللؤماء . "
و قد أفرد المزغني وجهة نظرة التي اتفق معه فيها تماماً ، بإعتبارى أحد هؤلاء الكتاب أو المدونين الذين انتهجوا السيرة الذاتية و تناولوا حياتهم الشخصية بالكتابة عنها .. و قد قمت بهذا هنا من خلال يومياتي في مدونة يوميات كريم .. و قد أوضح المزغني ذلك قائلاً :
" إذا أسقط كاتب سيرته في فخ القارىء الكريم فإنه لا ينجو في مجتمعنا العربي من التشهير ، فالقارىء الكريم لا يفهم الاعتراف بالذنب إلا باعتباره خطيئة أقر صاحبها كتابة و نصاً بأنه ارتكبها و يتحول القارىء إلى مفتٍ يفتي في الأخلاق و فقيه في حدود الدين الفاصلة ."
أضاف المزغني قائلاً :
" الكاتب العربي يكسر أقلاماً كثيرة و يمزق أوراقاً أكثر إذا فكر يوماً في أن يكتب سيرته الذاتية . إذا كتب ، هل ينجو من الاتهام و التهميش و تهشيم الأقلام و تحطيم الأحلام ؟ إذا حكى الكاتب عن علاقته بالله ، هل يسلم من تهمة التكفير و الزندقة ؟ إذا تحدث عن علاقته بالمرأة من خلال النساء اللواتي عرفهن ، هل ينجو من تهمة المس بشرف بنات الناس ؟ إذا عبر بوضوح عن آرائه السياسية ، هل يواصل التمتع بحقوقه الدنيا في الحياة الدنيا ؟ "
هذا هو موقف الكتاب و الأدباء الرجال ، فما بال النساء صاحبات الموقف الأضعف ؟
قال المزغني :
" كم من امرأة عربية كسرت أقلامها طواعية ، أو كسروا أقلامها و مزقوا أوراقها ، لأنها كتبت قصيدة عاطفية أو قصة ذات صلة بالجسد أو الدين أو السياسة . هناك أكثر من امرأة شاعرة ماتت بالسكتة الشعرية بعد الزواج مباشرة ، لأن أوراقها صارت موضوعاً صالحاً للتجسس و التأويل و المساءلة من قبل الزوج (و إذا كان متسامحاً ) فمن قبل المحيط العائلي (و إذا كان متسامحاً ) فمن قبل المجتمع (و إذا كان متسامحاً ) فمن قبل رجال الدين (و إذا كانوا متسامحين ) فمن قبل المتطرفين الذين لا يسمحون لنساء الأدب بممارسة حريتهن الإبداعية . "
و أنهى المزغني مقالته قائلا :
" إن السيرة الذاتية ليست غولاً إلا في مجتمع تضيق فيه هوامش الحرية ، كما أنها ليست ذات قيمة إذا لم تخبر عن جرح غائر مثل عمى طه حسين في ( الأيام ) أو عنف أبوي غادر كالذي عاشه محمد شكري صاحب ( الخبر الحافي ) . "
مجلة دبي الثقافية
" السيرة الذاتية غول حقيقي يغتال كاتبه في المجتمع العربي ، و لكن السيرة الحقة في المجتمع الغربي غول يلتهم الكثير من القراء اللؤماء . "
و قد أفرد المزغني وجهة نظرة التي اتفق معه فيها تماماً ، بإعتبارى أحد هؤلاء الكتاب أو المدونين الذين انتهجوا السيرة الذاتية و تناولوا حياتهم الشخصية بالكتابة عنها .. و قد قمت بهذا هنا من خلال يومياتي في مدونة يوميات كريم .. و قد أوضح المزغني ذلك قائلاً :
" إذا أسقط كاتب سيرته في فخ القارىء الكريم فإنه لا ينجو في مجتمعنا العربي من التشهير ، فالقارىء الكريم لا يفهم الاعتراف بالذنب إلا باعتباره خطيئة أقر صاحبها كتابة و نصاً بأنه ارتكبها و يتحول القارىء إلى مفتٍ يفتي في الأخلاق و فقيه في حدود الدين الفاصلة ."
أضاف المزغني قائلاً :
" الكاتب العربي يكسر أقلاماً كثيرة و يمزق أوراقاً أكثر إذا فكر يوماً في أن يكتب سيرته الذاتية . إذا كتب ، هل ينجو من الاتهام و التهميش و تهشيم الأقلام و تحطيم الأحلام ؟ إذا حكى الكاتب عن علاقته بالله ، هل يسلم من تهمة التكفير و الزندقة ؟ إذا تحدث عن علاقته بالمرأة من خلال النساء اللواتي عرفهن ، هل ينجو من تهمة المس بشرف بنات الناس ؟ إذا عبر بوضوح عن آرائه السياسية ، هل يواصل التمتع بحقوقه الدنيا في الحياة الدنيا ؟ "
هذا هو موقف الكتاب و الأدباء الرجال ، فما بال النساء صاحبات الموقف الأضعف ؟
قال المزغني :
" كم من امرأة عربية كسرت أقلامها طواعية ، أو كسروا أقلامها و مزقوا أوراقها ، لأنها كتبت قصيدة عاطفية أو قصة ذات صلة بالجسد أو الدين أو السياسة . هناك أكثر من امرأة شاعرة ماتت بالسكتة الشعرية بعد الزواج مباشرة ، لأن أوراقها صارت موضوعاً صالحاً للتجسس و التأويل و المساءلة من قبل الزوج (و إذا كان متسامحاً ) فمن قبل المحيط العائلي (و إذا كان متسامحاً ) فمن قبل المجتمع (و إذا كان متسامحاً ) فمن قبل رجال الدين (و إذا كانوا متسامحين ) فمن قبل المتطرفين الذين لا يسمحون لنساء الأدب بممارسة حريتهن الإبداعية . "
و أنهى المزغني مقالته قائلا :
" إن السيرة الذاتية ليست غولاً إلا في مجتمع تضيق فيه هوامش الحرية ، كما أنها ليست ذات قيمة إذا لم تخبر عن جرح غائر مثل عمى طه حسين في ( الأيام ) أو عنف أبوي غادر كالذي عاشه محمد شكري صاحب ( الخبر الحافي ) . "
مجلة دبي الثقافية