فوق السحاب رواية صغيرة حجماً .. انتهيت من قرائتها .. لكاتبة شابة تدعى ( مها الغنام ) .. حاولت العثور عن معلومات عنها فلم أجد .. حتى في الكتاب ليس هناك أي تنويه عن المؤلف .. اعتقد أن هذا هو عملها الأدبي الأول .. يتسم أسلوبها بالبساطة و كذلك فكرة الرواية و لكنها أثرت بي بشكل ما .
ربما تكون الرواية سيرة ذاتية .. فقد جاءت بشكل سرد على لسان الشخصية الأساسية بالرواية و هي ( سنا ) .. تحكي ( سنا ) الفتاة القاهرية تجربتها الحياتية التى تشمل تجربتين عاطفيتين تمر بهما مع خلفية تاريخية لحرب العراق و الكويت .. طوال العمل تخاطب ( سنا ) شخص يدعى ( جهاد ) و كأنها تكتب هذه الرواية في شكل رسالة مطولة له .. لا تتكشف شخصية جهاد إلا قبل منتصف الرواية .. جهاد هو الحبيب الثاني .
الحبيب الأول يدعى ( عبد الكريم ) تجمع الصدفة بينهم بقصر الثقافة بالقاهرة .. فتاة تخرجت من الجامعة جاءت لهذا المكان تودي خدمتها العامة .. و هو شاعر شاب مسئول عن تنظيم ندوات أدبية بهذا المكان .. تنشأ علاقة الحب بينهما .. يتقدم لخطبتها .. يرفضه الأهل .. لفارق السن بينهما و لفقره .. يستمر الحب بينهما في الخفاء .. يتقابلا يوم عيد ميلادها ليعطيها هديته يحاول ان يمارس الحب معها .. ترفض .. يتصل بها بعد عده أيام يخبرها بأنه خطب فتاة أخرى .. بحجه أنها جوهرة و هو لا يستحقها .. تنهار حياتها .. و تذكرني بذاتي في تلك الحالة التى وصفتها الكاتبة بشكل جيد .. كنت أعتقد أنني الساذج الوحيد في هذا العالم .. تستمر في حبه سراً .. يحاول هو أن يستعيد علاقته بها برغم خطبته .. تعيش هي على أمل أن ينهى هذه الخطبة .. و تمر الأيام دون أى خطوة ايجابية منه بخصوص علاقتهما .. تقرر هي - عدة مرات - الإبتعاد عنه نهائياً و لكنها تضعف دائماً عند أول اتصال هاتفي منه .. فما زال حبها لها داخلها .. يتصل بها ليخبرها أنه تم عقد قرانه على الفتاة الأخرى .. و يتزوجها .. و تحمل زوجته .. كما قالت ( سنا ) لم يبخل عليها بأى خبر يسبب لها التعاسة و الحزن .. تمرض سنا و تذبل .. يلاحظ الأهل ذلك .. يخبرها أباها إذا كان سوء حالتها الصحية هذه بسبب حبها لهذا الشخص .. فإنه سوف يتصل به ليخبره بأنه موافق على زواجهما .. ترفض ( سنا ) هذا الإقتراح .. و تقرر العمل .. كمضيفة جوية و هنا تختلف حياتها .
حيث تخرج من نطاق عالمها الضيق – البيت و الأهل و الحب - الذي يحتل عبد الكريم معظمه .. تخرج إلي عالم أوسع و أرحب .. تتسع مجال رؤيتها للحياة .. و اعتقد أن هذه تعتبر مشكلتى أنا أيضا في الحياة .. قال لي ذات مرة " أنت تعاني قصر رؤية " . أتفق معه في ذلك .
فوق السحاب .. حيث الفضاء الواسع .. حيث يكون العالم صغير بكل ما فيه من مباني و بشر و مشكلات و هموم .. فوق السحاب استطاعت ( سنا ) أن تطرد كل الأحزان و الهموم .. كل شئ في هذا العالم أصبح صغير لا يستحق .. كانت تعمل و تتأمل كل شئ من حولها .. استطاعت للمرة الأولي ان تنسي عبد الكريم .. و هذا الحب المرضى له .
فوق السحاب جمعتها الصدفة بجهاد .. الطبيب العراقي الجنسية .. طاردها لمدة طويلة .. وجدته انسان محترم و نبيل .. وجدته بجوارها في أضعف لحظاتها .. يعطي حباً و لا ينتظر المقابل .. كانت مواقفه معها رجولية بحق و ليست استعراضية .. أحبته .. أدركت أن مشاعرها السابقة لم تكن حباً بالمقارنة مع ما تشعر به معه .. بالرغم من اعتراض الأهل و شروطهم المغالي بها إلا ان جهاد وافق على كل شروطهم و تم الزواج .
سألها جهاد ذات مرة : هل تزوجتى من قبل .
أجابت : لا
قال لها : اذا هذا ما أريد أن أعرفه عن ماضيك لا شئ أكثر .
جهاد كان أرمل و لديه ثلاث أطفال .. يعيشون مع جدتهم بالعراق .. عاش الاثنان سويا بالسعودية حيث مكان عملهما .. عاشت معه عامان من السعادة المطلقة .. حتى يوم الخميس الثانى من اغسطس 1990 عندما غزت العراق الكويت .. بعدها بدأ الهلع في المنطقة العربية .. ما بين المفاوضات و تهديدات مجلس الأمن للعراق بالإنسحاب من الكويت أو الحرب و بين تعنت صدام حسين و رفضه الانسحاب مهددا بضرب اسرائيل و السعودية بالأسلحلة الكيماوية .. و بدأت حرب العاصفة .. و اختفى جهاد .. دون أن يترك لها ورقة او خبر .. اختفى تاركا خلفة كل متعلقاته .. هل سافر العراق ليحمى أولاده ؟ .. هل تم اختطافه ؟ .. لا تعلم عنه شىء .. محاولات و محاولات للبحث عنه دون جدوى ..
و تنتهى القصة بها فوق السحاب .. متعتها الوحيدة .. حيث تمحى الهموم .. و تمر السنوات .. تحيى على ذكرياتها الجميلة معه .. تنتظر قدومه مرة ثانية من المجهول .. عندما انتهيت من الرواية وجدت داخلى سؤال محير .. هل الحب الناجح هو الذي يعيش سنوات طويلة يجمع بين الحبيبين أم هو الذي يبقى أثره داخلنا للأبد مهما ابتعد الحبيب أو اختفى من حياتنا ؟
-----------------
رواية فوق السحاب
تأليف .. مها الغنام
طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب
ربما تكون الرواية سيرة ذاتية .. فقد جاءت بشكل سرد على لسان الشخصية الأساسية بالرواية و هي ( سنا ) .. تحكي ( سنا ) الفتاة القاهرية تجربتها الحياتية التى تشمل تجربتين عاطفيتين تمر بهما مع خلفية تاريخية لحرب العراق و الكويت .. طوال العمل تخاطب ( سنا ) شخص يدعى ( جهاد ) و كأنها تكتب هذه الرواية في شكل رسالة مطولة له .. لا تتكشف شخصية جهاد إلا قبل منتصف الرواية .. جهاد هو الحبيب الثاني .
الحبيب الأول يدعى ( عبد الكريم ) تجمع الصدفة بينهم بقصر الثقافة بالقاهرة .. فتاة تخرجت من الجامعة جاءت لهذا المكان تودي خدمتها العامة .. و هو شاعر شاب مسئول عن تنظيم ندوات أدبية بهذا المكان .. تنشأ علاقة الحب بينهما .. يتقدم لخطبتها .. يرفضه الأهل .. لفارق السن بينهما و لفقره .. يستمر الحب بينهما في الخفاء .. يتقابلا يوم عيد ميلادها ليعطيها هديته يحاول ان يمارس الحب معها .. ترفض .. يتصل بها بعد عده أيام يخبرها بأنه خطب فتاة أخرى .. بحجه أنها جوهرة و هو لا يستحقها .. تنهار حياتها .. و تذكرني بذاتي في تلك الحالة التى وصفتها الكاتبة بشكل جيد .. كنت أعتقد أنني الساذج الوحيد في هذا العالم .. تستمر في حبه سراً .. يحاول هو أن يستعيد علاقته بها برغم خطبته .. تعيش هي على أمل أن ينهى هذه الخطبة .. و تمر الأيام دون أى خطوة ايجابية منه بخصوص علاقتهما .. تقرر هي - عدة مرات - الإبتعاد عنه نهائياً و لكنها تضعف دائماً عند أول اتصال هاتفي منه .. فما زال حبها لها داخلها .. يتصل بها ليخبرها أنه تم عقد قرانه على الفتاة الأخرى .. و يتزوجها .. و تحمل زوجته .. كما قالت ( سنا ) لم يبخل عليها بأى خبر يسبب لها التعاسة و الحزن .. تمرض سنا و تذبل .. يلاحظ الأهل ذلك .. يخبرها أباها إذا كان سوء حالتها الصحية هذه بسبب حبها لهذا الشخص .. فإنه سوف يتصل به ليخبره بأنه موافق على زواجهما .. ترفض ( سنا ) هذا الإقتراح .. و تقرر العمل .. كمضيفة جوية و هنا تختلف حياتها .
حيث تخرج من نطاق عالمها الضيق – البيت و الأهل و الحب - الذي يحتل عبد الكريم معظمه .. تخرج إلي عالم أوسع و أرحب .. تتسع مجال رؤيتها للحياة .. و اعتقد أن هذه تعتبر مشكلتى أنا أيضا في الحياة .. قال لي ذات مرة " أنت تعاني قصر رؤية " . أتفق معه في ذلك .
فوق السحاب .. حيث الفضاء الواسع .. حيث يكون العالم صغير بكل ما فيه من مباني و بشر و مشكلات و هموم .. فوق السحاب استطاعت ( سنا ) أن تطرد كل الأحزان و الهموم .. كل شئ في هذا العالم أصبح صغير لا يستحق .. كانت تعمل و تتأمل كل شئ من حولها .. استطاعت للمرة الأولي ان تنسي عبد الكريم .. و هذا الحب المرضى له .
فوق السحاب جمعتها الصدفة بجهاد .. الطبيب العراقي الجنسية .. طاردها لمدة طويلة .. وجدته انسان محترم و نبيل .. وجدته بجوارها في أضعف لحظاتها .. يعطي حباً و لا ينتظر المقابل .. كانت مواقفه معها رجولية بحق و ليست استعراضية .. أحبته .. أدركت أن مشاعرها السابقة لم تكن حباً بالمقارنة مع ما تشعر به معه .. بالرغم من اعتراض الأهل و شروطهم المغالي بها إلا ان جهاد وافق على كل شروطهم و تم الزواج .
سألها جهاد ذات مرة : هل تزوجتى من قبل .
أجابت : لا
قال لها : اذا هذا ما أريد أن أعرفه عن ماضيك لا شئ أكثر .
جهاد كان أرمل و لديه ثلاث أطفال .. يعيشون مع جدتهم بالعراق .. عاش الاثنان سويا بالسعودية حيث مكان عملهما .. عاشت معه عامان من السعادة المطلقة .. حتى يوم الخميس الثانى من اغسطس 1990 عندما غزت العراق الكويت .. بعدها بدأ الهلع في المنطقة العربية .. ما بين المفاوضات و تهديدات مجلس الأمن للعراق بالإنسحاب من الكويت أو الحرب و بين تعنت صدام حسين و رفضه الانسحاب مهددا بضرب اسرائيل و السعودية بالأسلحلة الكيماوية .. و بدأت حرب العاصفة .. و اختفى جهاد .. دون أن يترك لها ورقة او خبر .. اختفى تاركا خلفة كل متعلقاته .. هل سافر العراق ليحمى أولاده ؟ .. هل تم اختطافه ؟ .. لا تعلم عنه شىء .. محاولات و محاولات للبحث عنه دون جدوى ..
و تنتهى القصة بها فوق السحاب .. متعتها الوحيدة .. حيث تمحى الهموم .. و تمر السنوات .. تحيى على ذكرياتها الجميلة معه .. تنتظر قدومه مرة ثانية من المجهول .. عندما انتهيت من الرواية وجدت داخلى سؤال محير .. هل الحب الناجح هو الذي يعيش سنوات طويلة يجمع بين الحبيبين أم هو الذي يبقى أثره داخلنا للأبد مهما ابتعد الحبيب أو اختفى من حياتنا ؟
-----------------
رواية فوق السحاب
تأليف .. مها الغنام
طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب
No comments:
Post a Comment